Writing of Hadith: Between Prohibition and Permission

Ahmad bin Muhammad Humaid d. Unknown
59

Writing of Hadith: Between Prohibition and Permission

كتابة الحديث بين النهي والإذن

Daabacaha

مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة

Noocyada

المبحث الثاني: فهم المخالفين لأحاديث النهي والإباحة: يبدو أن إيقاع الإشكال في كتابة الحديث والنهي والإباحة قديم جدًا أثاره المناوئون للسنة حيث نقل ابن قتيبة المتوفى سنة ٢٧٦هـ - عنهم قولهم: إنها أحاديث متناقضة وفيها اختلاف (١) . وإذا كان قد تقدم بيان الحق في هذه الأحاديث وأنه لا تعارض بينها البتة فإن هذه المسألة قد وافقت هوىً في نفوس بعض الناس ولا سيما في هذا العصر فرأوا أن الثابت في هذا هو نهي النبي ﷺ عن الكتابة، وأن الصحيح أن نهيه ناسخ لإذنه لأمرين: ١- استدلال من روى عنهم من الصحابة الامتناع عن الكتابة ومنعها بالنهي عنها وذلك بعد وفاة النبي ﷺ. ٢- عدم تدوين الصحابة الحديث ونشره ولو دونوا ونشروا لتوافر ما دونوه (٢) . وهذا قول مردود لا شك في هذا بما يلي: ١- ما تقدم سابقًا من أنه لا معارضة سواء قلنا إن حديث النهي معلّ بالوقف، أو قلنا إنه صحيح، لأن النسخ المطلق لا يصح أن يثبت بين هذه الأحاديث، وأن النهي مخصوص بكتابة شيء آخر مع القرآن في صفحة واحدة، أو أن النهي مخصوص إما عند الخوف من اختلاطه

(١) تأويل مختلف الحديث /٢٨٦. (٢) أضواء على السنة المحمدية /٢١ نقلًا عن رشيد رضا.

1 / 64