160

With People

مع الناس

Daabacaha

دار المنارة للنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الثامنة

Sanadka Daabacaadda

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

Goobta Daabacaadda

جدة - المملكة العربية السعودية

Noocyada

استترت المرأة الشرقية فعزّت، وتمنّعت فطُلبت، وعُرضت الغربية فهانت لأن كل شيء معروض مهان. كان الشاعر العربي الأول إذا بدا له من المرأة الكف أو المعصم دار رأسه، وثارت نفسه، وامتلأ بالحب جنانه وانطلق بالشعر لسانه؛ ذلك لأنها كانت مستترة مخبَّأة. أما المرأة الغربية فإن الرجل يرى على الساحل أعلاها وأدناها، فينظر إلى ساقها فلا يثير في نفسه معنى ولا يحرك منه عاطفة ولا يرى فيه حياة. صار ساق المرأة ورِجل الكرسي وخشبة الباب سواء! ومن هنا كسدت عندهم سوق الزواج. الزواج رباط دائم يرتبط به الرجل مختارًا ليصل إلى إرواء هذه الغريزة؛ هذا هو الدافع الأول إلى الزواج. فلماذا يربط نفسه إذا كان يستطيع أن يرويها وهو طليق (١)؟ لقد فقدت المرأة الغربية الزوج، ففقدت المعيل، فاقتحمت كل عمل لتعيش؛ فصارت تعمل في المصنع، وتشتغل في الحقل، وتكنس الطريق من الأقذار! وقد خبّرنا من رأى في أوربا البنات موظفات في المراحيض العامة ينظفنها لمن يريد الدخول (٢) ... ومن النساء من تعمل في صبغ الأحذية تتخذ لها

(١) ومن أمثالهم: «إذا استطعت شراء اللبن فلِمَ تشتري البقرة كلها؟»، وصار مقلّدوهم من كتّابنا يسخرون بالزواج. هذا توفيق الحكيم لم يكفِهِ أن عاش بلا زواج حتى ألف أفجر قصة قرأتها هي «الرباط المقدس»، جزاه الله شرًا وقلّل فينا أمثاله. (٢) وقد رأيت ذلك سنة ١٩٧٠ وسنة ١٩٧٦.

1 / 172