220

Wilayada Allah iyo Jidka loo maro

ولاية الله والطريق إليها

Baare

إبراهيم إبراهيم هلال

Daabacaha

دار الكتب الحديثة - مصر / القاهرة

Noocyada

Hadith

والوعيد عليها عتيد، والحريص على دينه إذا لم يجاهدها كلية المجاهدة هلك من حيث لا يشعر. وذهب عليه أجر أعماله الظاهرة وهو لا يدري.

فترك هذه هو من أعظم ما افترضه الله على عباده، وهي غير داخلة في خصال الإيمان التي اشتمل عليها الحديث.

فإن الرجل قد يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، والقدر خيره وشره وهو مشتمل على شيء من هذه المعاصي الباطنة.

وبيان ذلك أنك لو كشفت ما عنده في الإيمان بالله لوجدته مؤمنا به لا يعتريه في ذلك شك ولا شبهة، وكذلك لا يشك في الملائكة وفي كتب الله ورسله، وكون الأمر بيد الله عز وجل وهو القابض الباسط النافع الضار. فهذه [يجدها] الإنسان عند كل أحد من المسلمين. وإذا كشفت عن هذه الأمور الباطنة وجدت عباد الله مختلفين فيها لا ينزعها الله سبحانه إلا من قلوب خاصة الخاصة.

وما أحسن ما روى عن بعض كفار الهند الوثنية بعد إسلامه أنه قال: " جاهدت نفسي في كسر الوثن الذي كنت أعبده ليلة فغلبتها وكسرته، وأنا في جهاد لها نحو عشرين سنة في كسر الأصنام الباطنة فلم أقدر عليها، ولا نفع جهادي لها أبدا ".

ومن فكر في هذا النوع الإنساني وجد غالب مصائب دينه من المعاصي الباطنة ووجد المعاصي الظاهرة بالنسبة إلى الباطنة أقل خطرا وأيسر شرا، لأنه قد يمنع عنها الدين وقد يمنع عنها الحياء وحفظ المروءة. وأما البلايا الباطنة فهي إذا لم يزع حاملها وازع الدين لم يقلع عنها لأنها أمور لا يطلع عليها الناس حتى يستحي ويحاشى ويحافظ على مروءته.

Bogga 436