100

Why We Pray - Introduction

لماذا نصلي - المقدم

Noocyada

الصلاة سبب لرؤية الله ﷿ في الجنة إن من فضائل الصلاة أن الصلاة تؤهل من يقيمونها لرؤية الله ﵎ في الجنة، فلا شك أن رؤية أهل الجنة ربهم ﵎ هي الغاية العظمى، التي شمر إليها المشمرون، وتنافس فيها المتنافسون، وتسابق إليها المتسابقون، ولمثلها فليعمل العاملون، إذا نالها أهل الجنة نسوا ما هم فيه من النعيم. وحرمانها والحجاب عنها لأهل الجحيم أشد عليهم من عذاب الجحيم، فأهل الجنة على رغم ما هم فيه من النعيم المقيم الذي لم تسمع به أذن، ولم تقع عليه عين، ولم يخطر على قلب بشر، ومع ذلك إذا كشف الله ﷾ الحجب وتجلى لأهل الجنة، ورأوا وجهه الكريم؛ نسوا وتلهوا عن كل ما في الجنة من نعيم؛ لأن هذه هي النعمة العظمى، يقول ﷿: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾ [يونس:٢٦]، والزيادة هي النظر إلى وجه الله الكريم. إذًا: أهل الجنة إذا رأوا ربهم نسوا ما هم فيه من النعيم، أما الحرمان من هذا النعيم -الذي هو رؤية الله في الآخرة- فهو أشد على أصحاب الجحيم من عذاب الجحيم نفسه، ولذلك قال تعالى: ﴿كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ﴾ [المطففين:١٥]، وهذا أشد عذاب يقع على أهل النار. وعن الحسن رحمه الله تعالى قال: لو علم العابدون أنهم لا يرون ربهم يوم القيامة لماتوا، يعني: من الحزن؛ لكن لأنهم يعبدون الله على أمل أن يتشرفوا برؤية الله ﵎، فهذا يحدوهم إلى السعي إلى مرضاته وطاعته، أما إذا علموا أنهم لن يروا ربهم يوم القيامة لماتوا من الغم والحسرة. وفي رواية عنه: لو علم العابدون أنهم لا يرون ربهم يوم القيامة لذابت أنفسهم. وعن نافع -وكان من عباد الجزيرة- أنه كان يقول: ليت ربي جعل ثوابي من عملي نظرة مني إليه، ثم يقول لي: يا نافع! كن ترابًا. انظر إلى شدة الشوق إلى رؤية الله ﵎ في الجنة! يعني: كل العمل الصالح الذي عملته في كل عمري، يجعل ثوابي فقط أن أنظر إليه نظرة واحدة مني إليه، ثم يقول لي بعد ذلك: يا نافع! كن ترابًا.

7 / 6