107

What is Commonly Narrated Yet Unsubstantiated in the Prophetic Biography

ما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية

Daabacaha

دَارُ طَيبة

Noocyada

إبليس في صورة سُراقة قال ابن إسحاق ﵀: "وحدثني يزيد بن رومان، عن عروة بن الزبير قال: لما أجمعت قريش المسير ذكرتْ الذي كان بينها وبين بني بكر، فكاد ذلك يثنيهم، فتبدّى لهم إبليس في صورة سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي، وكان من أشراف بني كنانة، فقال لهم: أنا لكم جار من أن تأتيكم كنانة من خلفكم بشيء تكرهونه، فخرجوا سراعًا (١) ". وهذا إسناد مرسل. قال ابن كثير ﵀ بعد أن ذكر كلام ابن إسحاق-﵀: "قلت: هذا معنى قوله تعالى: ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (٤٧) وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [الأنفال: ٤٧ - ٤٨] (٢). وذكر المفسرون القصة عند تفسيرهم للآية الآنفة في سورة الأنفال، على أن بعضهم قد أوردها بصيغة التمريض: روي، كالقرطبي (٣) والشوكاني (٤) ﵀ قال ابن سعدي ﵀ بعد أن ذكر قول المفسرين أن إبليس تبدى لقريش في صورة سراقة: "ومن المحتمل أن يكون الشيطان سوّل لهم، ووسوس في صدورهم أنه لا غالب لهم اليوم من الناس، وأنه جار لهم، فلما أوردهم مواردهم نكص عنهم، وتبرأ منهم، كما قال تعالى: ﴿كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ

(١) الروض الأنف (٥/ ٨٨). (٢) البداية والنهاية (٣/ ٢٥٩). (٣) الجامع لحكام القران (٨/ ١٨) دار الكتب العلمية بيروت، الطبعة الأولى ١٤٠٨ هـ. (٤) فتح القدير (٢/ ٣١٥) دار المعرفة بيروت. بدون ذكر الطبعة ولا سنة الطبع. توزيع مكتبة المعارف بالرياض.

1 / 108