Weak Sunan al-Nasa'i
ضعيف سنن النسائي
Daabacaha
المكتب الإسلامي
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤٠١١ هـ - ١٩٩٠ م
Goobta Daabacaadda
بيروت
Noocyada
ضَعِيفُ سُنَنِ النَّسَائِي
ضَعَّفَ أَحَادِيثَه
محمد نَاصِر الدِّين الألباني
أشرف على استخراجه وطباعته والتعليق عليه وفهرسته
زهير الشَّاويش
بتكليف من مكتب التربية العربي لدول الخليج
الرياض
مقدمة / 1
أذن مكتب التربية العربي لدول الخليج بطبع وتوزيع هذا الكتاب
للمكتب الإسلامي حَصْرًا
الطبعَة الأولى
١٤١١ هـ - ١٩٩٠ م
المكتب الإسلامي
بَيروت: ص. ب ٣٧٧١/ ١١ برقيا: إسلاميا - تلكس: ٤٠٥٠١ - هَاتف: ٤٥٠٦٣٨
دمَشق: ص. ب: ١٣٠٧٩ - هَاتف: ١١١٦٣٧
عَمَّان: ص. ب: ١٨٢٠٦٥ - هَاتف: ٦٥٦٦٠٥ - فَاكس:٧٤٨٥٧٤
مقدمة / 2
التعريف بهذه الطبعة
بقلم: زهير الشاويش
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ (^١).
﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ (^٢).
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (٧٠) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ (^٣).
أما بعد
فقد تم بفضل الله، طبع الكتاب الثالث من هذا المشروع النافع المفيد بعون الله:
"المُجْتَبَى من سُنن النسائي"
بقسميه المنفصلين
_________
(^١) سورة آل عمران (٣)، الآية ١٠٢.
(^٢) سورة الأحزاب (٣٣)، الآيتان ٧٠، ٧١.
(^٣) سورة النساء (٤)، الآية ١.
مقدمة / 3
"صحيح سنن النسائي - باختصار السند"
"ضعيف سنن النسائي - مع بقاء السند"
وكان التصحيح والتضعيف من عمل الأستاذ المحدث الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، بتكليف من "مكتب التربية العربي لدول الخليج"، باهتمام مديره السابق الدكتور محمد الأحمد الرشيد، الذي تمّ في عهده الاتفاق على البدء بالمشروع، وطبع الكتاب الأول ("صحيح - وضعيف - سنن ابن ماجه")، مع جزئين من الكتاب الثاني ("صحيح سنن الترمذي").
وتتابع المسعى الخَيّر من مديره الحالي الدكتور علي بن محمد التُّويجِري، فتم طبع الجزء الثالث من "الترمذي" والأجزاء الثلاثة من "النسائي" وتنضيد الكتاب الرابع "صحيح سنن أبي داود" بأجزائه الثلاثة (^١).
وقد بذلت في إخراج هذا المشروع - وإعداده والتعليق عليه، وفهرسته - على الصورة التي تراها، الجهد المستطاع على الرُّغم من الظروف الصعبة التي أحاطت بنا من الجوانب المختلفة.
ولما كان الوفاء لأهل المعروف مطلوبًا، من كل من يتأدب بالقرآن الكريم، والخلق النبوي الشريف. فإنني أدعو الله - سبحانه - أن يُحسن مَثوبة الشيخ الألباني، وجميع الإخوة العاملين في مكتب التربية العربي (^٢)، ومن ساعدهم، على ما بذلوا من جهد طيب.
وقد نوه الأستاذ الألباني بعمل الأفاضل: الدكتور الرشيد، والدكتور التويجري، والأستاذ عبد الرحمن الباني، والدكتور محمد بن لطفي الصباغ، والدكتور محمد سليم العوا. لأن الدال على الخير كفاعله. مُذكرًا بالحديث
_________
(^١) وقد تم طبع الجزئين الأول والثاني منه - والحمد لله -.
(^٢) وكذلك الأخوين الفاضلين: إبراهيم السابق، وجمال عمار فقد كان لهما جهد=
مقدمة / 4
النبوي الشريف:
"من لم يشكرِ الناسَ، لم يشكر الله" (^١).
وإنني أحْمَدُ لفضيلة الشيخ ناصر ظهور هذه البَادرة منه، وأرجو الله - جل شأنه - أن يُحسن مَثوبة جميع العاملين على إيصال الحق والخير للناس.
عملنا في الكتاب:
لا بد من كلمة موجزة أُعرِّفُ فيها عملنا بهذا الكتاب، بعد أن اعتذر الشيخ ناصر الدين الألباني عن النظر في تجاربه، أو التقديم له، لشواغل أَلَمَّت به مؤخرًا - كان الله لنا وله معينًا ومُسددًا -.
- قام الأستاذ الألباني - حفظه الله - بوضع الحكم الذي وصل إليه اجتهاده تحت كل حديث، على نسخته الخاصة، وأضاف إليها مرجعًا من كتبَه أو كتب بعده: (ق) - أو (خ) - أو (م) - غالبًا -.
فجعلت في "صحيح سنن النسائي" الأحاديث التي قال هي من:
- المتواتر - والصحيح - والحسن - والصحيح لغيره - والحسن لغيره.
ثم قام بعض الإخوة الأفاضل من طلاب العلم - بتكليف من مكتب التربية - بنسخ ما كتبه الشيخ - على نسخته الخاصة به - واختصار السند، وشطب الضعيف، ورجعوا إلى الشيخ ناصر الدين عند الحاجة. كما هو واضح من خطه في كثير من المواضع، على النسخة المرسلة إلينا.
_________
= مشكور في "صحيح سنن ابن ماجه" وكان عملي به متابعة لما قاما به من جهد. جزاهما الله كل خير.
(^١) حديث صحيح، انظر (صحيح الجامع الصغير وزيادته) برقم ٦٥٤١ بترتيبي، و"صحيح سنن الترمذي - باختصار السند -" برقم ١٥٩٣ - ٢٠٣٨.
مقدمة / 5
وكان العمل على نسخة مُصورة مُصغرة عن طبعة المكتبة التجارية - بمصر - سنة ١٣٤٨ - ١٩٣٠ لـ"سنن النسائي".
وهذه الطبعة، وإن كانت جيدة في الجُملة، فإن فيها عيوبًا كثيرة، لم يقم أحد ممن نظر فيها، أو راجعها، أو نشرها، أو صورها. بالتنبيه إلى تلك العيوب، أو إصلاحها. ومن عيوبها المتعلقة بعملنا:
١) تداخل الأحاديث فيها مع السند، وامتزاج المُدرج بالمفسر مع الآيات القرآنية والروايات المتعددة، وكلام النبي ﷺ بكلام الصحابي ومن بعده من الرواة، من غير تفريق بين قول المخاطب، وضمير الغائب (^١) … الخ.
ولم يُمَيِّزْ شيء مِنْ ذلك كله: بنقطة، أو فاصلة، أو أول سطر، أو أهلّة، أو عارضة، أو أقواس مما هو مستعمل عادة.
٢) كثرة الأخطاء المطبعية، وهذه وإن كان بعضها معتادًا في كثير من الكتب، غير أنه في عملنا هذا يأخذ مَنحَىً آخر. ذلك أن مرورها تحت نظر الشيخ ناصر - ومن راجعه من بعده معه بإشرافه - جعلنا نتردد بتغيير كثير منها، مخافة أن تكون إحدى الروايات للحديث، وأن الشيخ ناصرًا عتمدها عند إصداره الحكم على الحديث!! وإلا لكان صححها - كما هو الظن بأمثاله - أو لفتَ النظرَ إليها على أقل تقدير.
٣) تكرار الكثير من الكلمات، والجُمل، وأحيانًا السطور، أو نقص شيء من هذا كله. إلى غير ذلك، مما لا مجال لذكره الآن.
وهذه النسخة التي وصلت إليَّ قمت بمراجعتها وقدمتها للطبع، وهي التي
_________
(^١) انظر الأحاديث: (٤) و(٤٤٦٩) في "صحيح سنن النسائي - باختصار السند -".
مقدمة / 6
سميتها: "الأصل" (^١) في تعليقاتي، وفي مقدمتي هذه. ولكن بعد أن رجعتُ إلى أصلها المطبوع في مصر (قبل التصغير والتصوير؛ لأن التصوير - بالأوفست - لا يخلو - عادة - من نقص في الكلمات، أو نقاط الحروف).
وما كتبه الشيخ ناصر الدين تحت كل حديث، هو الذي تجده بالحرف الأسود مع المصدر، أو المرجع الذي أحال إليه. كما في الحديث الأول (صحيح) - ابن ماجه ٣٩٣ - ٣٩٤: ق وليس عند خ العدد.
هذا الكلام الذي بالحرف الأسود، هو كلام الشيخ ناصر فقط.
وقد أضفت إليه ما يأتي.
١ - رقم "صحيح سنن ابن ماجه" المُعتمد في طبعة مكتب التربية، وهو [٢٣٨ -] لأن القاريء سيرجع إلى هذه الطبعة التي عليها كلام الشيخ ناصر، والمفروض أن تكون هي المقصودة منه أصلًا، في الإحالة عليها. ولولا ذلك لم يكن لإحالات ناصر نفع ولا فائدة - وحسب تعبير فضيلته - لا تسمن ولا تغني من جوع.
٢ - أضفت إلى التخريج مرجعًا أو أكثر من مؤلفات الشيخ ناصر المطبوعة، كما في الحديث الثاني، قلت:
["إرواء الغليل" ٧١ و"صحيح الجامع الصغير" ٤٧٦٤].
_________
(^١) وقد وصلت معها نسخة أخرى من الطبعة عينها شطب منها "الصحيح" وأبقي الضعيف، غير أني لم أعتمدها في "ضعيف سنن النسائي".
وفي "سنن ابن ماجه" تسلمت نسختين، وتقدم الكلام عنهما في مقدمتي لـ "ضعيف سنن ابن ماجة" الجزء الأول الصفحة ٦.
وأما في "سنن الترمذي" فكان العمل على نسخة واحدة.
وأما "سنن أبي داود" فقد تأخر وصول النسخة التي جرى عليها اختصار السند، لبعض الظروف التي لا يد لمكتب التربية، والمكتب الإسلامي بها، فقمت باختصاره وتقديمه للطبع. وقد تم طبع الأول والثاني منه.
مقدمة / 7
وأكثر هذه الإحالات كانت مني تسهيلًا للقارئ وإفادته - لأن الشيخ أحال على كتب من مؤلفاته لم تطبع بعد، بل إن بعضها قد عدل الشيخ عن إتمامه مثل "الصلاة الكبير" و"السيرة" و"الثمر المستطاب" وبعضها يقول الشيخ: إنه مفقود، كما كان الأمر في الجزء الثاني والثالث من مختصر البخاري، و"مشكاة المصابيح".
ومن الإنصاف أن نحيل على المطبوع المُتداول، ليصل المُراجع إلى بُغْيَته، فمثلًا الأحاديث (^١) (٣٩٧٠)، (٤١٧٦)، (٤١٧٨)، (٤١٨٠)، (٤١٨٣)، (٤١٨٨)، (٤١٩٤)، (٤٢٣١)، (٤٢٤٦)، (٤٢٤٨) أحال فيها على: "أحاديث البيوع".
وانظر مثلًا الحديث (٤٢٣١) فقد خرجه الشيخ في "صحيح سنن ابن ماجه" برقم ١٨٤٠ - ٢٢٦٩. والحديث (٤٢٤٦) هو في "صحيح الجامع الصغير" برقم ٧٥٠٤. والحديث (٤٢٤٨) هو في "إرواء الغليل".
وكتاب "أحاديث البيوع" لم يطبع، بل ولم يرقم، لأن النسخة الموجودة عند الشيخ ناصر، هي نسختي الخاصة، المنقولة على (الكربون) أمكنني الله من حفظها، بعد أن قام بعضهم بهضم جهد الشيخ ناصر، وحق المكتب الإسلامي! ردَّ اللهُ الحقوق لأصحابها!
وقد وضعت كل ما أضفته بين حاصرتين [] تمييزًا له عن عمل الشيخ ناصر، مع أنني نقلته كله من الكتب التي عندي من مؤلفاته المطبوعة.
٣ - تنقص نسخة الأصل عددًا من عناوين الكتب، والأبواب، فاستدركت أكثر ذلك من النسخ الأخرى، وبعض الكتب والأبواب اجتهدتُ رأيي في إثباته وبينت ذلك، مثل:
_________
(^١) هذه الأرقام في "صحيح سنن النسائي - باختصار السند".
مقدمة / 8
- كتاب الطهارة - في الصفحة (٣) وهو أول الكتاب، فقد خلت منه المطبوعة، وسكت عنه الشيخ ناصر، مع أنه ثابت في المخطوطة والطبعات الأخرى.
٤ - وأما الأبواب التي لم يبق في "صحيح سنن النسائي" منها أي حديث، فقد أبقيت عناوينها وأرقامها بحرف صغير - كما فعلت في "صحيح سنن ابن ماجة" و"صحيح سنن الترمذي" محافظة على المنهج الواحد في هذا المشروع، وتسهيلًا للمراجع.
وقد رقمت أبواب النسائي جميعها، لحاجة المراجع إليها، في الكتب التي فهرست على الأبواب مثل: "تحفة الأشراف" (^١) و"المعجم المفهرس لألفاظ الحديث" (^٢) وغيرها من كتب العلم والفقه.
٥ - وأما عناوين الأبواب التي كانت متعلقة باختلاف روايات السند، أو ألفاظ المتن، ولم يلتفت إليها - فضيلة الشيخ -، فقد أبقيتها على ما هي عليه، تبعًا للأحاديث التي تحتها، وكلها مكرر، والاختلاف فيها تناول حروفًا أو كلمات - وأحيانًا اختلاف باسم أحد الرواة - وغالبها لا يُغير المعنى، وقد صححها الشيخ، وهي من عمله. وحذفها، أو جمعها، أو تعديلها كل ذلك غير مطلوب من المشرف على الطبع.
_________
(^١) انظر "تحفة الأشراف لمعرفة الأطراف" للحافظ المزي ومعها "النكت الظراف" للحافظ ابن حجر، تحقيق الأخ الفاضل العلامة الشيخ عبد الصمد شرف الدين، الطبعة الثانية في المكتب الإسلامي - بيروت، وذلك بعد أن شرفني الشيخ المحقق بالإشراف عليها.
(^٢) هو "المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي" في الكتب الستة، ومسند الدارمي، وموطأ مالك، ومسند أحمد بن حنبل. رتبه ونظمه لفيف من المستشرقين ونشره المستشرق الدكتور أ. ى. وِنْسِنْكْ، وساعده بعض علماء الحديث في مصر واندونيسية. وطبع بمكتبة بريل في مدينة ليدن - هولندا - سنة ١٩٣٦ وما بعدها، ثم =
مقدمة / 9
٦ - والنسخة "الأصل" وصلت إليَّ مشطوبة الأسانيد (^١)، وقد اطلع أستاذنا عليها - أو على أكثرها - مرتين كما هو ظاهر في التعليقات، واستدرك عشرات الأحاديث فيها.
غير أن في ذلك ما يعتري كل عمل من سهو، أو وهم، أو اختلاف وجهات نظر. وأكثره بسبب حذف السند، قبل الاطلاع على باقي متن الحديث. مما أدى إلى اضطراب في المتن، أو الرواية.
وترك الأمر على ما كان عليه أمر غير مقبول، ولا يمكن السكوت عنه. في نسخة مضى على طبعها أكثر من خمسين سنة، ولم يلتزم طابعوها - أصلًا - ما سار عليه الشيخ ناصر من الدقة فيما طبعنا من مؤلفاته، وما يريد مكتب التربية تقديمه للناس متناسبًا مع مكانته العلمية. وما اعتاده الناس من المكتب الإسلامي، فيما طبع من كتب.
فالحديث (١١٣٨) فيه جملة عن جابر: أن النبي ﷺ صلى متوجهًا إلى المشرق (^٢).
فكان الواجب أن يفسر الموضوع، بدلًا من الإحالة على "صحيح ابن ماجة" (٨٣٣) الذي ليست فيه هذه العبارة أو الإحالة على "صحيح أبي
_________
= صور مرات متعددة في لبنان وتركيا ومصر.
(^١) ونسخة الضعيف مثلها محذوفة الأسانيد غير أنني طبعتها في "الضعيف" مع إثبات الأسانيد.
(^٢) أي إلى غير القبلة، لأن مكة إلى الجنوب من المدينة، ولا إلى بيت المقدس فإنها إلى الشمال من المدينة، وجابر أسلم بعد تحول القبلة عن بيت المقدس بزمن طويل. ومما يزيد الأمر اشكالًا، أن الشيخ ناصرًا صحح تبعًا له الحديث الذي بعده في "صحيح ابن ماجة" برقم ١١٣٩. وفيه أن النبي ﷺ كان يسير مشرقًا، أو مغربًا وهو يصلي.
مقدمة / 10
داود" الذي لم يطبع، ثم ظهر أن المحال عليه "صحيح أبي داود" هو غير الداخل في مشروعنا هذا (^١)!
لذلك كنت مضطرًا للتفسير، أو التعليق، أو إدخال راوٍ من السند، أو ترجمة أحدهم، حتى أحدد المقصود، وأبين المراد - في أضيق الحدود - وانظر الصفحات (٣) و(٥) و(٨) و(٢١) و(٣٠) و(٣٦) و(٣٩) و(٥٣) و(٦٦) و(٦٧) و(٧٠) و(٧٤) و(٩٠) و(١٤٨) و(٢٦٢) و(٢٩١) و(٣٣٤) و(٣٨٦) و(٣٨٧) و(٣٩١) و(٣٩٩) و(٤٠٩) و(٤١٠) و(٤٢٦) و(٤٣٩) .. الخ من "صحيح سنن النسائي" - باختصار السند".
وأما ما كان من مشكلات مُعتادة في ما سبق وطبعناه من كتب الشيخ، فلا مجال لذكرها كلها. ولكن لا بد من الإشارة إلى شيء قليل منها. ليكون القارئ الكريم على معرفة بالطريقة المتبعة منا في تقديم هذا الكتاب وسيجد في تعليقاتي إيضاح بعض ذلك وكان في بعضها إشكالات لم أعلق عليها، لذلك أضع بين يديه أرقام أحاديث علقت عليها، أو أصلحتها من غير تعليق من أحاديث الألف الأول، ولم أذكر أرقام الأحاديث التي كان التعليق عليها لتوضيح إشكالات ليست في الأصل
(العنوان) و(١) و(٣) و(١٠) و(٢٨) و(٧٠) و(٧٢) و(٧٥) و(٩١) و(١٠٠) و(١/ ١٢١) و(١٣٠) و(١٦٨) و(١٧٧) و(٢٤٤) و(٢٤٩) و(٢٨٢) و(٢٩٧) و(٣٠٧) و(٣١٤) و(٤٠٤)، و(٤٠٨) و(٤٨٠) و(١/ ٢٥٠) و(٥٥٦/ ٢) و(٥٦١) و(٥٨٦) و(٦١٤) و(٦٣٦) و(٦٦٤) و(٧٢٥) و(٧٥٠) و(٧٧٨) و(٨١٧) و(٨٢٣) و(٨٦٥) و(٨٩٠) و(٩٠٩)
_________
(^١) أن للشيخ ناصر مشروع قديم بتقسيم سنن أبي داود، إلى "صحيح" و"ضعيف" وكان المظنون أنه سيكون في هذا المشروع. ولكن الشيخ أراد غير ذلك. وكتابه هذا، لم يطبع بعد؟ ولم يصل إلى يد أحد - فيما أعلم -.
مقدمة / 11
و(٩١٦) و(٩٢٩) و(٩٤٣) و(٩٤٩) و(٩٨٢) و(٩٨٣) و(١٠٠٠).
وأقول: أن هذه المشكلات، والكثير غيرها، سواء كانت سهوًا من فضيلة الشيخ، أو تقصيرًا منه، أو منا، أو من الذي تولى النسخ وليست تحت مسؤولية الشيخ ناصر. لا تنقص من قدر هذا العمل العظيم، بل إن أكثرها ما كان ليقع، لو كانت ظروف فضيلة الشيخ مواتية، والمراجعة معه سهلة، ولما احتجنا إلى بذل الجهد المضني في التثبت والتيقن، وكنا استغنينا عن أكثر هذه الحواشي والتعليقات.
وذكرت في أحيان قليلة، ما يَلْفِتُ نظر القارئ إلى التقصير، انظر الحاشيتين (١) و(٢) من الصفحة (٣٠) والحاشيتين (٢) و(٣) من الصفحة (١١٥٨) من "صحيح سنن النسائي".
وفي الحديث (١١٢٨) قال فيه: فيه (حُطيم).
وحطيم هذا ليس في السند المحذوف، فكيف يعرف القارئ المقصود.
وهو محمد بن عمرو بن عطاء القرشي العامري.
والحديث (١١٣٠) فيه: (وقال: سمعته) فمن القائل؟ وكيف يُعرف، بعد أن شطب السند؟! وكذلك، على سبيل المثال: (١٢٢٠) و(١٢٢١) و(١٢٢٧) و(١٤٢٥) وغير ذلك كثير جدًّا.
ولم ألتزم بيان ذلك عند كل تقصير، فالأمر متسع، والوقت ضيق، والاجتهاد محل اختلاف، ولعل لها عذرًا وأنت تَلوم.
وأما ما كان من سهو في الترقيم، فكنت أستدركه، من غير أن يخل ذلك بالترقيم المعتمد، كان أجعل له رقمًا إضافيًا مثل (١٢١/ ١) كما في الصفحة (٢٨). ووضحت في الحاشية ذلك، وتركت ما كان غير ذي بال.
مقدمة / 12
وتبين لي؛ أن بعض الأحاديث سقطت منها كلمات، أو جمل. يختل معها - المعنى - ولا يفهم المراد منها.
فأبقيت غالب ما في الكتاب على ما هو عليه. وذكرت في الحاشية، ما ظننته صوابًا، مع ذكر المراجع والأدلة. انظر مثلًا: الحديث ٤٤٦٤ و٤٤٦٥.
وأنا على يقين، بأن ذلك لا يخفى على الشيخ ناصر لو تنبه له، أو نُبه إليه، بل كان صوّبه، أو علق عليه. ولكن السهو والغلط من طبائع البشر، ولم يعصم الله ﷾ أحدًا من الناس، غير الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
فوائد الإمام النسائي:
إن المطلع على كتب السنن الأربعة، يجد أن مؤلفيها - عليهم الرحمة - قد أدخلوا فيها الكثير من الفوائد المتعلقة بالمتن، أو السند، أو بالفقه. وهذا كله لم يعرض له شيخنا بشيء، وترك لي الأخوة الأفاضل في مكتب التربية حرية التصرف، فاخترت من هذه الفوائد الكثير مما له ارتباط بالفقه، ومعاني الحديث. وأما ما كان متعلقًا بالسند والرواة، من الناحية العلمية البحتة، مما لا يحتاج إليه القارئ غير المختص، فلم أذكره.
مع العلم بأن بعض هذه الفوائد متعلق بفهم المتن، وعليها يعتمد من يريد معرفة حكم الحديث، وقد نقل شيخنا بعض فوائدها، وانظر مثل هذا في كتابنا "صحيح سنن النسائي - باختصار السند -" الحديث (١٥٠٥).
فلو حذفت هذه الفوائد، لضاع علم كثير.
ولما كان بعض الأحاديث لا يفهم المراد منها إلا بإضافة راو أو أكثر من السند المحذوف، فكنت أدخل ذاك الراوي، أو أعلق بما يوضح المُراد، كما سبق ذكره، انظر الأحاديث: (٥٠) و(٥٧) و(١٦٣١) و(١٦٣٢) و(٣٦٢٩).
مقدمة / 13
حواشي سنن النسائي:
في نسخة "الأصل" حاشية العلامة السيوطي: "زهر الرُبَى على المُجتبى" وحاشية الشيخ نور الدين بن عبد الهادي السندي.
وفي السنة المطبوعة بمصر في المطبعة "الميمنية" سنة ١٣١٢ بعض التعليقات.
وفي النسخة "الهندية" حواشٍ كثيرة جدًّا، وإثبات لاختلاف النسخ المخطوطة المتعددة التي رجعوا إليها، قبل الطبع في الهند.
وعليها حواشٍ من "مخطوطة" كانت عندي، ولم تصل إليها يدي -الآن- وتعليقات ممن قرأ تلك النسخة في دمشق ومنهم: الشيخ إبراهيم بن حامد المَحملجي، والشيخ محمد بن بكري بُندق القُربي، والشيخ الفاضل محمود الرنكوسي، ثم الدمشقي، أكبر تلاميذ أستاذنا الشيخ أبي الخير الميداني، رئيس رابطة العلماء بسورية - عليهم رحمة الله -.
فهذه كلها كنت أرجع إليها لحل بعض الإشكالات، ونقلت منها جميعًا القليل ضمن حدود توضيح المتن، ونفع القارئ.
وكان رجوعي إلى تلك الحواشي، لأن أصحابها ﵏ من أهل العلم المشهود لهم بالسبق والتقدم. ولم أخالفهم إلا عند الضرورة القصوى.
ولم أذكر اختلاف النسخ -إلا نادرًا- لأن المشروع للمتون - وشيخنا كان يحيل - أحيانًا - على كتب لم تذكر نص الحديث، كما هو عند النسائي؛ بل ذكر فيها -بالمعنى- ومختصرًا، أو فيه زيادة.
لذلك اقتصرت على ذكر ما لا بد منه في نظري، وأما الاستقصاء فإنه لا يتم بالوقت الضيق المحدود، والعمل المتداخل بين عدد من الناس،
مقدمة / 14
ولكل منهم وجهة نظر في مراجعة النَّص قد تحالف ما عند غيره. ولكن النصح للعباد واجب، وما لا يدرك كله، لا يترك قِلّه.
أمثلة يحسن إيرادها:
وجدت على نسخة "الأصل" تعليقات قليلة جدًّا، بخط الناسخ لأحكام الشيخ ناصر على الأحاديث، وقسم منها من كلام الشيخ وأسلوبه، فهذه ختمتها بـ (ناصر). انظر حاشية الصفحة (١٤٣) وسقطت من الحاشية جملة (وجد لفظ هذا الحديث في بعض النسخ:).
تكرار الأحاديث:
وسيجد القاريء الكريم الكثير من الأحاديث قد تكررت بلفظ واحد مع اختلاف السند والرواة - كما تقدم - وهذا لم يعد واردًا بعد حذف السند. وبعضها يختلف متنه بكلمة واحدة، لا يختل بها المعنى غالبًا، وهذه كلها -كما تقدم- أبقيتها، تبعًا لعمل الشيخ، في تصحيحها من قِبله، وإثباته أحكام لها. في النسخة التي عرضت على فضيلته - أو اعتمدها في عمله.
ولكن اعتذار الشيخ عن النظر في تجارب الطبع، وعدم إعطاء رأي فيها، وفي غيرها من "السؤالات" التي بعثتها إليه بواسطة مكتب التربية، وغيره، وعدم تلقي إجابة منه، ألزمني تركها على ما جاءت به في نسخة "الأصل" (^١).
_________
(^١) كان المفروض أن يعرض المشروع على فضيلة الشيخ ناصر الدين، على اعتبار أنه المؤلف لهذه الكتب "الصحاح" و"الضعاف" لذلك نُضدت حروفها وصححت وأرسلت إليه، غير أنه اعتذر من ذلك. وبين في مقدمته لـ "صحيح سنن أبي داود" رأيه، وأنه غير مؤلف هذه الكتب، وقد نُقل بعض رأيه في "التنبيه" الذي وضع على الوجه الثاني من غلاف الأول والثاني من "صحيح سنن الترمذي". ووضعت على الثالث من "صحيح سنن الترمذي": صحح أحاديثه - محمد ناصر الدين الألباني - بدلًا من: تأليف وهذا كله لم يكن واردًا في بداية المشروع!
مقدمة / 15
وكنت أرجو لو اتسع وقت أستاذنا لجمع تلك الأحاديث المكررة في حديث واحد أو اثنين. فَيُقَدمُ لهذا المشروع ما هو مأمول ومنتظر منه.
- أحال أستاذنا الكثير من الأحاديث على أرقام الصفحات في (الطبعة التجارية - الأصل) مهملًا الترقيم الجديد. ومما لا يخفى أن هذه النسخة الأصل لن تكون بين يدي القارئ، فالإحالة إليها وعدمها سواء، والرجوع إلى عمل الشيخ ناصر - هنا - لا يسمن ولا يغني من جوع، ولولا زيادة الأرقام مني، لما استفاد القارئ شيئًا من تلك الإحالات.
فالقارئ يحتاج عند الرجوع للحديث، المتقدم أو الآتي، إلى نسختنا التي بين يديه. ولا يعقل أن يرجع إلى طبعة قديمة سقيمة، وإبقائي تلك الأرقام التي في الطبعة القديمة، ينفع العالم المتخصص الذي عنده الطبعة السابقة ويريد معرفة السند المحذوف.
فأبقيت ما كتبه الشيخ ناصر على حاله!، وأضفت إليه الرقم الجديد للحديث. وهذا يسهل المراد، لأن الإحالة على الصفحة لا يؤدي الغرض عند تعدد الأحاديث في تلك الصفحة، وبعضها عن صحابي واحد.
وهذه الزيادة مني، وإن كانت تنظيمية تريح القارئ والمراجع، فقد كانت متعبة لي جدًّا، لأن أرقام الإحالات التي كتبها الشيخ ناصر، لم تكن دقيقة في الكثير منها.
وأخذًا بالأحوط، فقد وضعت عملي بين حاصرتين [] حتى لا يحمل غيري، وزر خطأي - إن وجد الخطأ -. (انظر الحديث (٧٠».
وقمت بعمل الفهارس الميسرة المُعينة لموضوعات كل جزء في آخره. ووضعت فهرسًا للأحاديث على حروف الهجاء (أ - ب - ت) في آخر الجزء الثالث لأوائل جميع أحاديث الكتاب، مضافًا إليها كلمات من وسط الحديث
مقدمة / 16
مما يقصده المراجع من موضوعات لا تدله عليها أوائل الأحاديث، وفهرسًا للرواة.
خاتمة:
هذا سرد موجز لعملي، وقد تركت ذكر ما ترتب على الظروف المحيطة بنا من ضرر، إلا بصورة مُجملة - رجاء الثواب من الله سبحانه -.
وعزمت على عدم طبع "ضعيف سنن النسائي" (^١) بانتظار ما عند فضيلة الشيخ ناصر، وما قد يردني من سواه من ملحوظات، لأن المكتب الإسلامي يملك الانتظار، وتحمل الضرر، وفوات النفع، إذا كان في ذلك إتقان للعمل، وإصلاح مرتقب، والبطء في طبع العديد من كتبنا - من مؤلفات الشيخ وغيره - خير شاهد على ذلك. في حين مكتب التربية العربي ملتزم بسرعة طبع الصحاح - اتباعًا للأنظمة الخاصة به -.
وأخيرًا فإنني أنقل - للعظة والفائدة والاعتبار - ما قاله إمامنا محمد بن إدريس الشافعي - عليه رحمة الله -:
"هذه الكتب ألفتها! وأنا أعلم أن فيها غلطًا، ولو عرفته لأصلحته، ولكن أبى الله العِصمَة لغير كتابه".
وأقول: هذا أحسن ما قدرنا عليه. وإننا على استعداد للرجوع إلى الحق إن ظهر لنا، أو نبهنا إليه.
وإنني أهنئ "مكتب التربية العربي" على ما وفقهم الله إليه، من إخراج
_________
(^١) مما لا يخفى أننا طبعنا "صحيح سنن النسائي - باختصار السند - " سنة ١٤٠٨/ ١٩٨٨ واليوم أقدم "ضعيف سنن النسائي" للطبع بعد مضي أكثر من سنتين وأنا مقيم في عمان لمتابعة العمل الذي من أجله جئت إليها - وهو متعلق بفضيلة الشيخ ناصر الألباني - حفظه الله -! ولم أتسلم من الشيخ ناصر أي تصحيح أو توضيح أضيفه إلى الكتاب.
مقدمة / 17
هذه المجموعة المباركة.
وأحمده سبحانه أن مكن أستاذنا من القيام بما قدم فيها.
وأسأله جل شأنه أن يكتب لنا الأجر في كل ما عملنا، وأن يكون لنا معينًا فيما عزمنا على القيام به من النافع المفيد من تراثنا، وخدمة ديننا، والنصح لأمتنا، وأن يلهمنا العمل الصالح، والقول الحسن الصادق، متمثلين بقول الله ﷾: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾ (^١)، مهتدين بفضله جلَّ شأنه ﴿وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ﴾ (^٢)، والنية الصالحة، وكما قال سيدنا محمد ﷺ: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى … " (^٣).
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
عمان غرة رجب الخير ١٤١٠.
٢٧/ ١/ ١٩٩٠
زهير الشاويش
_________
(^١) سورة البقرة (٣)، الآية: (٨٣).
(^٢) سورة الحج (٢٢)، الآية ٢٤.
(^٣) حديث صحيح، انظر "رياض الصالحين" الرقم ١. طبع المكتب الإسلامي بإشرافي وتحقيق المحدث الشيخ محمد ناصر الدين الألباني.
مقدمة / 18
تنبيه
قدم الشيخ ناصر عمله في "سنن النسائي" إلى مكتب التربية العربي لدول الخليج، من غير مقدمة تبين نهجه فيه، وتساعد على إخراجه بالصورة التي ينتفع بها القارئ.
كما أنه لم يعرج على إثبات نسبة الكتاب لمؤلفه. أهو للإمام النسائي، أم هو لتلميذه ابن السني (^١)، وهذا الأمر من الأهمية بمكان. ففي نسبة الكتاب تنازع معروف، وحَرِيٌّ بمن يتصدى لمثل هذا العمل الكبير في مشروع تقريب السنة، أن يذكر رأيه ولو بكلمات تحدد وجهة نظره، وما أداه إليه علمه. وكان هذا مما سألت عنه الشيخ، ولكن لم أتلق منه جوابًا على ذلك ولم أعرف له رأيًا سابقًا في كتبه، أو سمعته منه أرجع إليه.
لذلك أقول:
لقد تردد في بعض الأوساط العلمية قديمًا وحديثًا بأن كتاب "المجتبى من سنن النسائي" وهو هذا الكتاب بين يدي القارئ الكريم في قسميه "صحيح سنن النسائي باختصار السند" و"ضعيف سنن النسائي".
_________
(^١) هو أحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن أسباط الدِّينوري، أبو بكر بن السني: محدث ثقة، شافعي من تلاميذ النسائي. ناهز الثمانين. من أهل الدينور. وكان جده أسباط مولى لجعفر بن أبي طالب:
سمع بالعراق ومصر والشام والجزيرة، وصنف كتبًا منها: "عمل اليوم والليلة" و"فضائل الأعمال" و"القناعة" و"الطب النبوي" و"الصراط المستقيم" و"المجتبى" اختصر به سنن النسائي. ومات فجأة سنة ٣٦٤ وهو يكتب الإعلام للزركلي ١/ ٢٠٩.
مقدمة / 19
أهو من تأليف الإمام النسائي، اختصره وانتخبه من كتابه "السنن الكبرى".
أم أنه من تأليف تلميذه العلامة ابن السني. اجتباه من كتاب شيخه؟ واشتبه ذلك على بعض أهل العلم. فنسب بعضهم الكتاب للإمام النسائي، وبعضهم نسبه لابن السني، تلميذ النسائي.
ولعل أول من نسب الكتاب إلى ابن السني هو العلامة الحافظ الذهبي (^١) كما في كتابه العظيم "سير أعلام النبلاء" ١٤/ ١٣٣ ومال إلى ذلك الأخ العلامة المحقق الشيخ شعيب الأرناؤوط.
وكدت أن أرى هذا الرأي. غير أنني وجدت أن صاحبنا العلامة الجليل الشيخ عبد الصمد شرف الدين يؤكد أن "المجتبى" و"السنن الكبرى" هما للإمام النسائي، ويقول في الجزء الأول من "السنن الكبرى" الصفحة ٢٢:
(فمما لا مراء فيه أن الإمام أبا عبد الرحمن النسائي، هو الذي انتخب من سننه الكبرى، ما هو أقل حجمًا منها، وسماه: "المجتبى".
وقد ضمّ هذا الجزء (^٢) المشتمل على كتاب الطهارة كلا التصنيفين - الكبرى، والصغرى المنتخبة منها.
وهذا الضم بيَّنهما في مجلد واحد، يتيح لنا فرصة نادرة لمعرفة ما حوى كل واحد منهما من الأحاديث والروايات. ويمكِّننا من المقابلة بين أحاديثهما، والنظر في ترتيبهما، ثم الحكم في الفرق بينهما.
_________
(^١) الذهبي: هو محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي، شمس الدين، أبو عبد الله (٦٧٣ - ٧٤٨ هـ): حافظ، مؤرخ، علامة محقق. تركماني الأصل، من أهل ميافارقين. مولده ووفاته في دمشق. طاف كثيرًا من البلدان، كف بصره سنة ٧٤١ تصانيفه كبيرة كثيرة تقارب المئة.
(^٢) من طبعته للسنن الكبرى التي لم يطبع منها سوى هذا الجزء الذي أشار إليه - وهو صغير -، وبعد سنوات طبع جزءًا آخر.
مقدمة / 20