116

Wasiir Ibn Zaydun

الوزير ابن زيدون مع ولادة بنت المستكفي

Noocyada

ذكرتني يا مهجة ما شغل أفكاري زمانا، وجرعني معاناة القلق ألوانا، لكن صفا خاطر ولادة من كدر الخيانة، وانعقاد ضميرها على حفظ الأمانة أراحني من عنا الأفكار، وأزال ما كان يخطر في فكري من تسلط الفار، وقد بلغني أيتها السيدة حديثه معك من المطلع إلى المقطع، وسمعت خبر ردك له بما حلا وقعه في كل مسمع، وأدركت ما فاهت به تلك العجوز مما لا يدخل في سمع ولا يجوز، وقد أنشأت بسبب ذلك رسالة بديعة المقاصد، حللت بها بدائع أبيات من الشعر حلت أجياد القصائد، وجعلتها على لسانك جوابا لخطبته، ولما تجرأ عليه مما هو فوق رتبته، وقد بلغني أنها أخرسته بنطقها أن يفوه لك بذكر، أو يخلد أن يناجي خلده لوصلك بفكر، والنعل حاضرة إن عادت العقرب إلى الدبيب، وهيهات أن يكون لمثله في غرض هذه المحاسن سهم مصيب!

ولادة :

لا فض الله فاك أيها الوزير على إنشاء تلك الرسالة! وما أظهرته في كفاح ذلك المعتدي من البسالة، والحمد لله على تصديق برائتي لديك من الميل إليه، أو تعويلي بمقدار ذرة من المحبة التي خطبها عليه، فلا عاش من يصل حبل رجائه، ويفي إلى ظل وفائه.

وزير :

قد كفى ما أوردناه من ذكر ذلك الخاسئ الخاسر، فهاتي ما ترتاح إليه الأرواح وتستريح الخواطر؛ فإني لحديثك الحلو مشتاق، لا تنقضي مني إليه - وإن طال - أشواق، وعباراتك الشهية راحة آداب المحاضرة، وألفاظك الدرية زينة الدنيا وبهجة الآخرة.

ولادة :

سحرت لبي بنكت هذه المعاني الحسان، وأسكرت عقلي بما أدرته من نفثات اللسان، فما أحلى حديثك في الأذواق والأسماع! وما أخف معانيه وإن ثقل مقدارها على الطباع! هذا هو السحر الذي حل وإن عقد عليه الضمير، ولأسرار حروفه في العقول تأثير، فلا فل في هام البدائع غرب لسانك، ولا بلغ شانيك الأبتر أقل درجة من شأنك، وأرى إن شئت أن نطرب الأسماع ونجمل هذا المجلس بالألحان والسماع.

وزير :

أمرك ذات المعالي

بغية القلب السليب

Bog aan la aqoon