لو كان أي رجل مستعدا لأن يتشكل في أي صورة من شأنها أن ترضي امرأة ذكية ورائعة، فكيف يتوقع المرء ألا يخضع الحصان لتأثيرها؟ أبدى جيبسي أمارات اللين وصهل برقة وبنبرة تدل على التسامح. «ولن يتكرر ذلك مرة أخرى يا جيبسي، أبدا أبدا. وحالما نعود إلى البيت سالمين، سأحرق ذلك السوط. يا عزيزي الصغير، كنت أعرف أنك ما كنت ل...»
أسند جيبسي رأسه إلى كتف مارجريت، ويجب هنا ألا نكشف تفاصيل التصالح ونبقيها طي الكتمان. فبعض الأشياء أشد قدسية من أن يتدخل فيها مجرد إنسان عادي. صار الصديقان صديقين مجددا، ومن المؤكد أن السوط الذي لم يرتكب أي ذنب قد قدم قربانا محترقا على مذبح الصداقة.
حين خرج الطبيب، شرحت له مارجريت خطورة الطريق، واقترحت أن يعودا عبر الطريق الشمالي الأطول، أو «كونسيشن» كما كان يسمى.
لم يقابلا أحدا على الطريق الذي كان الصمت يخيم عليه، وسرعان ما رأيا الضوء عبر النافذة.
ترك الطبيب والفتاة حصانيهما مربوطين على مسافة من المنزل، وسارا معا إلى النافذة خلسة كأنهما من لصوص المنازل. حاولت مارجريت التنصت عند النافذة المغلقة وهي حابسة أنفاسها، وتخيلت أنها سمعت همهمة حوار خافتة. ثم نقرت برفق على اللوح الزجاجي، ففتح البروفيسور النافذة البابية.
قال هامسا: «كنا في غاية القلق عليك.»
فيما قال الفتى بابتسامة شاحبة سقيمة وهو يرفع رأسه عن الوسادة قليلا ثم أسقطها مرة أخرى: «مرحبا يا بيجي!».
انحنت مارجريت فوقه وقبلته. «فتاي المسكين! يا للرعب الذي أصبتني به!» «آه يا مارجري، فكري في الرعب الذي أصبت به نفسي. لقد ظننتني سأموت والبيت على مرأى مني.»
أخرج الطبيب مارجريت برفق من الغرفة. وانتظر رينمارك حتى انتهى الفحص، ثم خرج ليقابلها.
فهرعت نحوه لملاقاته.
Bog aan la aqoon