تاكوليت، مدينة من حاحه
تقع مدينة تاكوليت على سفح جبل. وتحوي قرابة ألف عائلة. وهي على مسافة ثمانية عشر ميلا (16) إلى الغرب من تدنست. ويمر من جوارها نهر صغير، تقع على ضفتيه بساتين ومزارع مليئة بالأشجار المثمرة. وفي المدينة بضعة آبار عذبة صافية الماء. ويوجد فيها جامع بديع جدا، فضلا عن أربعة ملاجىء للفقراء، وواحد للمتعبدين. وأهل هذه البلدة أكثر ثراء من سكان تدنست، لأن هذه المدينة تجاور ميناء يقع على المحيط ويدعى «آقوز» (17).
وتباع في تاكوليت مقادير كبيرة من الحبوب نظرا لوجود سهل فسيح بجوارها، مثلما يباع فيها الكثير من الشمع للتجار البرتغاليين، ولهذا نرى سكانها من ذوي الهندام الجيد كما أن خيولهم مسرجة بسروج فخمة بديعة، وفي الزمن الذي قصدت فيه هذه البلاد كان يقيم فيها وجيه منزلته كمنزلة رئيس الوزارة، وكان يقوم بجميع مهام الإدارة وبتوزيع العوائد التي كانت تدفع للعرب تسوية لاتفاقيات السلام ووفاء بالعقود المبرمة بينهم وبين أهل المدينة. وكان هذا الرجل يملك موارد ضخمة، وكان ينفقها على الناس ليكسب ودهم وليظل أثيرا لديهم. وكان كريما ينفق الكثير من الصدقات ويساعد الأهالي بماله لقضاء حاجاتهم، حتى أنه لم يكن في المدينة إنسان واحد لا يحبه ولا ينزله منزلة والده.
وقد رأيت وقرأت في منزله عدة مؤلفات تاريخية وبحوث تتعلق بأفريقيا. وقد قتل هذا الرجل في حرب مع البرتغاليين عام 923 من تاريخنا، والذي يقابل سنة 1514 للميلاد (18). وسقط قسم من سكان المدينة في الأسر، وهرب قسم آخر، وتم ذبح
Bogga 112