420

رجلا اسمه عبد الواحد، وأصله من أشبيلية، من بلاد غرناطة. فأرسله إلى تونس مزودا بالصلاحيات المطلقة. فوصل هذا إلى تونس على رأس خمس وثلاثين سفينة كبيرة. فوجد المدينة شبه مدمرة على أيدي العرب (99). وبفضل شدة حذره وفصاحته الأخاذة، استطاع أن يسنوي الأمور، ووطد الدولة وحصل الضرائب من كل البلاد (100). وأعقب هذا الرجل ولده أبو زكريا (101) الذي فاق والده في المهارة السياسية والذكاء. وبني في تونس، في الجزء الأكثر ارتفاعا من المدينة، أي في الغرب، بنى قلعة كبيرة مع قصور بديعة من داخلها، وجامعا جميلا ذا منارة عالية امتازت هي أيضا بإتقان بنيانها الفائق (102).

وذهب أبو زكريا في حملة عسكرية حتى طرابلس، وعاد عن طريق بلاد الجنوب واستلم ضرائب هذه المناطق، حتى لقد ترك عند وفاته أموالا ضخمة في الخزينة (103) وبعد موت أبي زكريا (104) خلفه أحد أبنائه (105) وكان شابا متغطرسا لم يرض لنفسه الاعتراف بالتبعية لملوك مراكش الذين أخذت بوادر انحطاط أسرتهم في الظهور (106).

Bogga 445