نفسها، بمحض إرادتها، تحت سلطة العرب واسمهم بنو حسين الذين أساءوا معاملة السكان. ولا يمكن الحصول على أي دخل من هذه المدينة، فكل سكانها في فقر مدقع. وليس هناك سوى القليل من الأراضي الصالحة للزراعة. وفي الحقيقة اذا استثنينا الطرف الشمالي، يكون كل ما حولها عبارة عن أراض عقيمة وحجرية.
وتظهر على ضفاف النهر بعض الطواحين وعدد عظيم من البساتين المزروعة بالكرمة والدراق. وتجفف هذه الثمار وتستهلك طيلة السنة ولا سيما الدراق. وترفق هذه الثمار الجافة ببعض الأطعمة الأخرى وتصنع منها وجبات يتغذى الناس بها.
والحيوانات هنا قليلة العدد مما يجعل الناس يعيشون في أقصى البؤس. ولم تؤسس زناته هذه المدينة إلا لتستخدم قلعة، ولهدف وحيد وهو السيطرة على الممر الى نوميديا. فكانوا يخشون أن تنفذ لمتونه من هنا الى بلادهم. ومع هذا وصلت قبائل لمتونة هذه عن طريق آخر وخربوا المدينة وقوضوها. ويوجد هنا أيضا عدد كبير من الثعابين الأهلية المروضة كالتي عرضنا للحديث عنها قبل قليل (577).
Bogga 375