بالكثير من الذهب والأقوات (83). فانطلق المولى الأمنين إذن وقاد جيشه مخترقا الصحراء التي تفصل بلاد البربر عن مصر. وقبل ان يصل جوهر الى الاسكندرية، كان والي مصر قد انسحب الى بغداد حيث التجأ الى الخليفة المطيع لله (84).
وهكذا استولى جوهر على كل مصر وكل بلاد الشام في وقت قصير ولم يلاق سوى مقاومة ضئيلة (85). ولكن جوهر لم يكن مطمئن البال، فقد خشى أن يباغته خليفة بغداد مع كل جيوش آسيا، وأن يقوم بهجوم معاكس شديد يؤدى الى فقدان وسائله الدفاعية وابادة جيوشه القادمة من بلاد البربر. ولهذا قرر بناء قلعة تتمكن فيها جيوشه من اللجوء اليها عند الاقتضاء لمقاومة الهجوم المعادي (86)، فبنى مدينة أحاطها بسور وظل فيها مقيما، مع جزء من جيشه لحمايتها، اي مع أولئك الذين كان يثق بهم كل الثقة.
وأطلق على هذه المدينة اسم «القاهرة» (87) أي «الغالبة» وتسمى عادة في أوروبا «لوكير»LeCaire (88).
وهكذا أصبحت القاهرة تتوسع يوما فيوما بزيادة عدد أحيائها، ومساكنها، سواء
Bogga 52