العرب أفريقيا وأصبحوا سادة البلاد. وقد كانت هذه القبائل ساذجة جاهلة؛ حتى انهم لم يخلفوا اي اثر كتابي يستدل به على صحة احد من هذين الرأيين (68). ولا تختلف اللهجات البربرية بعضها عن بعض في اصوات المفردات وحروفها فحسب بل في مدلولاتها كذلك. وأكثر الأفارقة قربا من العرب، والذين لهم علاقات معهم اكثر من سواهم، هم الذين يستعملون أكبر نسبة من الكلمات العربية في لهجتهم. ويتكلم بالعربية كل افراد قبيلة غمارة تقريبا، ولكن عربيتهم عربية محرفة غير سليمة. كما ان كثيرا من عشائر الهوارة يتكلمون ايضا عربية من هذا القبيل، ويرجع السبب في ذلك إلى ان هذه العشائر كانت منذ حقب طويلة على علاقة لغوية بالعشائر العربية. ويتكلم الناس في السودان لغات متنوعة. ويسمى السود احدى هذه اللغات سونغى (69)، وهي اللغة الدارجة في عدة مناطق مثل: ولاته وتومبوكتو وجنة ومالى وغاغو. وهناك لغة اخرى تدعى غوبر، وتستعمل في بلاد غوبر، وكانو، وكاسينا وزقرق وغوانغارا (70) وتوجد لغة اخرى دارجة في بورنو (71) تشبه اللغة الشائعة في غاءو (72). وثم كذلك لغة اخرى لا تزال مستعلمة في مملكة النوبة ونجد فيها مفردات من العربية والكلدانية (73) واللغة المصرية (74) ويتكلم اهل مدن إفريقيا الواقعة على ساحل البحر الابيض المتوسط، وحتى جبال الأطلس، لهجات عربية محرفة من أصولها، باستثناء منطقة مراكش، ومدينة مراكش ذاتها حيث تسود اللغة البربرية. وتستعمل هذه اللغة أيضا في كل أراضي نوميديا، وعلى الأقل لدى النوميديين الذين يجاورون قيصرية وموريتانيا، لان كل الذين يجاورون مملكة تونس يستعملون لهجات عربية محرفة عن أصولها.
Bogga 48