296

على خلاف توقعات ملك البرتغال، استطاع ملك فاس ان يعقد هدنة مع المتمرد المذكور وأرسل أحد مستشاريه للدفاع عن طنجة على رأس جيوش كبيرة. فاستطاع هذا أن يلحق الهزيمة بالبرتغاليين وقتل القسم الأكبر منهم، وكان في عداد هؤلاء قائد الجيش الذي نقلت جثته ضمن تابوت إلى فاس حيث عرض على الجمهور في مكان عال كي يراه كل الناس (346).

ولقد حشد ملك البرتغال، الذي سخط من هذه الهزيمة، حشد بعد قليل اسطولا آخر انهزم بدوره كسابقه بعد أن تعرض لخسائر جسيمة ولأضرار فادحة، علما بأن البرتغاليين اقتحموا المدينة في اثناء الليل وعلى حين غرة (347). ولكن ما غجز عنه ملك البرتغال عن طريق القوة، ناله في نهاية المطاف حينما أراد له الحظ ذلك، وذلك بالاتسعانة ببعض الجنود وبدون اراقة للدماء، كما ذكرنا ذلك آنفا.

والحقيقة هي أن محمد ملك فاس كان مصما على استرداد هذه المدينة، ولكنه لم يفلح في ذلك، لأن البرتغاليين كانوا يذودون عنها دوما بنشاط وحيوية وحماس. وقد ذهبت إلى طنجة ضمن هذه الحملة في عام 917 هجرية (348).

Bogga 316