281

وتنبع من السهلين عيون بديعة وجداول رائعة المياه وتقوم فيها كذلك غابات تعيش فيها أسود هادئة ووديعة لدرجة أن أي شخص كان، رجلا كان أو أمرأة، يستطيع أن يطردها بضربات العصي وهي لا تؤذي أي إنسان.

وسنتابع الآن وصفنا ابتداء من منطقة أزغار

أزغار: منطقة من مملكة فاس

تنتهي منطقة أزغار، في اتجاه الشمال، على المحيط، وتنتهي غربا عند نهر سبو، وتختتم في الشرق عند جبال غمارة كما ينتهي قسم منها عند الزرهون وعند قدم جبل زلاغ. وتنتهي جنوبا بجوار نهر بونصر (278). وهذا الإقليم عبارة عن سهل ذي أرض ممتازة. ولهذا كان يقطنه كثير من السكان وكانت تقوم فيه مدن وقرى. بيد أن هذه الأمكنة قد تخربت بسبب حرب نشبت في الأزمنة القديمة، ولا يرى فيها الآن أي آثار باستثناء بعض المدن الصغرى النادرة والتي لا تزال قائمة ومأهولة، وتنتشر منطقة أزغار على طول يبلغ ثمانين ميلا (279) وعلى عرض مقداره ستون ميلا (280)، وكل سكانها من عرب الخلوط وأصلهم من قبيلة المنتفق (281). ويخضع هؤلاء العرب لملك فاس ويدفعون له ضريبة مرتفعة. ولكنهم أغنياء وتجهيزهم الحربي جيد جدا. وهم يؤلفون زهرة جيش الملك، وهو لا يستخدمهم إلا في الحملات الشاقة والبالغة الأهمية.

وتوفر هذه المنطقة المؤن لجبال غمارة ومدينة فاس من أقوات وماشية وخيل، ومن عادة الملك أن يقيم فيها في أثناء الشتاء والربيع، لأن هذه المنطقة لطيفة وصحية وتوجد فيها دوما أعداد كبيرة من الغزلان والأرانب. غير أن أحراشها مع هذا نادرة.

Bogga 301