229

مختلف المهن. ومن بين هؤلاء يوجد بعض العاملين في برد الأشياء الحديدية، كالركابات والمهاميز، إذ ليس من عادة الحدادين برد مصنوعاتهم بالمبرد. ويتلوهم العمال الحرفيون الذين يشتغلون بالاخشاب ولكنهم لا يصنعون سوى أشياء كبيرة كالمحاريث وعرائش العربات ودواليب الطواحين وأدوات عادية أخرى.

ثم يأتي الصباغون الذين هم جميعا بجوار النهر. وفي سوقهم بركة كبيرة بديعة جدا يغسلون فيها غزل الحرير. ويجيء بعدهم البياطرة الذين يحذون الخيول والحيوانات الأخرى. وأبعد من ذلك نجد الصناع الذين يثبتون أقواس الفولاذ على راشقات السهام. وأخيرا نجد العمال الذين يصقلون الأقمشة الكتانية. وهنا تنتهي أسواق قسم من المدينة، أي تلك التي تقع في الغرب. وكان هذا الجزء فيما مضى من الزمن، كما سبق أن ذكرنا، مدينة قائمة بذاتها، أنشئت بعد الأخرى، أي بعد تلك التي تقع على الجانب الآخر من النهر، أي إلى الشرق (154).

القسم الثاني من مدينة فاس

هذا ويكون الجزء الشرقي من المدينة متحضرا جدا كذلك. ففيه أبنية جميلة، ومدارس وجوامع. ولكنه لا يحتوي في الواقع مثل القسم السابق على مختلف طوائف المهن. فلا نجد فيه مثلا نجارين ولا خياطين ولا حذائين باستثناء بعض باعة القماش الصوفي والأشياء الغليظة. وفيه سوق صغيرة للعطارة لا تضم سوى ثلاثين دكانا. ويوجد بجوار سور المدينة صناع القرميد وأفران الخزافين (155)، ونجد تحت هؤلاء سوقا كبيرة تباع فيها

Bogga 249