موزع الإيرادات المخصصة للفقراء سواء أكانت من الدراهم أم من الحبوب، كي يوزعها في كل عيد على فقراء المدينة، بصورة تتفاوت حسب أعبائهم العائلية.
ويتقاضى الذي يجبي عائدات الجامع دينارا واحدا في اليوم تعويضا عن هذه الوظيفة الرفيعة. ويعمل معه ستة أمناء أجر كل واحد منهم ستة دنانير شهريا، بالإضافة إلى ستة رجال يحصلون أموال إيجارات البيوت والدكاكين والعائدات الأخرى. وينال كل من هؤلاء خمسة بالمائة من الجبايات لقاء أتعابه. وفضلا عن ذلك يعمل تحت إمرة الجابي مقدار عشرين موظفا مكلفين بالذهاب للضواحي كي يقدموا للفلاحين ولأرباب الكروم والبساتنة ما هم بحاجة إليه. ويرتفع أجر هؤلاء الموظفين إلى ثلاثة دنانير بالشهر.
وفي خارج فاس، وعلى مسافة ميل تقريبا، يوجد حوالي عشرين فرنا لحرق الكلس ومثل عددها من الأفران لشي القرميد لسد حاجات بناء الجامع والأملاك التابعة له.
ولهذا الجامع دخل مقداره مائتا دينار يوميا، ولكن ينفق أكثر من نصف هذا المبلغ على ما ذكرته. كما أن كل جامع أو مسجد لا إيراد له (127) يستمد من جامع القرويين الكثير من الأشياء التي يحتاج إليها. وفضلا عن ذلك يقدم هذا الجامع ما هو ضروري للصالح العام من المدينة، إذ ليس «للعاملية» (128) أي دخل كان من أي نوع. وقد اعتاد ملوك فاس في أيامنا أن يقترضوا مبالغ ضخمة من إمام الجامع، بدون أن يردوها مطلقا.
وفي فاس أحد عشر معهدا للتلاميذ، حسنة البناء للغاية، مع العديد من زخارف الفسيفساء والخشب المنقوشة. وبعضها مبلط بالرخام ، وبعضها الآخر بالمايورقي ويضم كل معهد عددا من الغرف، فهذا المعهد يحوي مائة غرفة أو أكثر، وذاك أقل من ذلك.
وقد شيدت كلها على أيدي مختلف الملوك المرينيين. وأحد هذه المعاهد عجيب حقا من حيث أبعاده وجماله. وهذا المعهد هو الذي بناه الملك أبو عنان (129). ويرى الناظر إليه بركة فاخرة من رخام سعة فستقيتها بطتين من الماء (130). ويخترق هذا المعهد جدول ماء
Bogga 231