302

============================================================

مسالة (28) في صفة الحزن وبيانه قلت: قدروي في الخبر : وما حزن عبدي في الدنيا، إلا فرحته غدا في الآخرة" . "ولا سر مؤمن في الدنيا إلا أحزنه الله غدا في الآخرة"(1) . فما هذا الحزن اكرمك الله ؟

قال : إذا حزن في الدنيا للآخرة فهو المفروح غدا في جوار الله، وإذا حزن في الدنيا للدنيا فهو القاصي عن قرب الله عز وجل: قلت: رحمك الله، فبم يستجلب هذا الحزن، وما السبيل إلى مقام الحزن ؟

قال : ثلاث خصال : الفكر في الذنوب السالفة، والقدوم على الله بغير زاد والثانية : اخذ القلوب بحقوق الله عز وجل الواجبة، والفرائض اللازمة، فهويورث الأحزان الدائمة(2): والثالثة: معرفة الخلاف على الله عز وجل، لأنه ليس من عارف يذكر (1) هو مروي من قول الحسن البصري وهناك خلاف في رفعه (2) فرائض القلوب اللازمة لله عز وجل هي : التوحيد، والاخلاص، والحضور مع الله ومراقته، وما أشبه ذلك، وإنما تورث الأحزان الدائمة لأن العامل يشعر بالتقصير داثا، وبأنه لم يقم بها كما يتبغي لحلال الله تعالى.

Bogga 302