243

============================================================

قال : الزهد على وجهين : فرض، وفضيلة. فالفرض منه : ترك الحرام ورفضه، وأما الفضيلة فهو: الزهد في الحلال(2) . وهو قول الحسن بن أبي الحسن البصري (3) وغيره .

وبلغني أن أبا برزة الأسلمي قال أيام الجمل : " اللهم إني أصبحت عاتبأ على أحياء قريش كلها، اهل المدينة يريدون الدنيا، وأهل العراق يريدون الدنيا، وأهل الشام يريدون الدنيا، والله ما أعلم عصابة خيرا من عصابة صبحت ملبدة رؤوسهم، خيصة بطونهم، خفيفة ظهورهم من دماء الناس وأموالهم "(4).

(2) يرى المحاسي كذلك : أن الزهد المفروض هو : الزهد في الحرام . أما النافلة فهر : الزهد في حبس الحلال عن وجوهه . ثم يقول : وفإذا كان الرجل يحسن التمييز بين الفرض والنفل لم يقدم على الحرام، ولم يزهد في الحلال . إلا أن الله تعالى لم ينفل أن يزهد الإنسان في حلاله، ولكن نفل أن يزهده في حبس الحلال عن إنفاقه في وجوهه انظر (أعمال القلوب والجوارح ص 43): (3) الحسن البصري هو العالم الزاهد شيخ التابعين، وأستاذ العلياء قالوا : ما رثي إلا كأنه عاد من جنازة . مات عام 110 ه. (حلية الأولياء 110/2) (4) ملبدة رؤوسهم من أثر العرق . خميصة بطوشم : جائعة . وانظر الطبري 3/ 240.

Bogga 243