236

============================================================

قلت : من اين مخرج الورع ؟

قال: الورع مشتق من الخوف، كما تقول العرب : راعني فلان، وروعني : خوفني فلان، وخفت من فلان فالورع مشتق من الخوف .

قلت : ماعلامة الورع ؟

قال : ترك حزازات(3) القلوب في باطنها ، والتفتيش عن مثاقيل الذر في ظاهرها.

قلت : اكشف لي عن هذا قال : ان من دقيق الورع وأعلاه : ترك ما ليس به بأس، مخافة أن يلحقه ما به البأس.

قلت: ما الذي يقوي الورع ويثبته ؟

قال : ان الحالة التي تزيد في قدر الخوف، هي الحالة التي تزيد في قدر الورع قلت : فما الحالة التي تزيد في قدر الخوف ؟

قال : علم مشاهدة القلب لسطوات الله عز وجل ونقمته(4) .

قلت : فما الذي يزيد في قدر هذا؟

() ترك مالا بأس به خخافة ما به البأس . وهو مذهب طاووس. وابن سيرين، وأيوب بن عون، وغيرهم . انظر (أعمال القلوب والجوارح ص 206).

(3) حزازات القلوب : عداواتها وأحقادها (4) كتب الحاسي كتابين مستقلين لبعث العلم بسطوات الله عز وجل . وهما: التوهم، وهو عبارة عن رحلة إلى الجنة والنار في عالم الوهم حتى يقربهما إلى المشاهدة، وقد طبع مرارا، وكتاب (معاتبة النفس) وهو على غرار التوهم إلا أنه ممزوج بخطاب النفس مباشرة، وهو خطوط لم يطبع، والتوهم ضمن هذا المجموع

Bogga 236