195

============================================================

ومنهم من يقول في قلبه الحق (1)، ويرجع بالبغضاء على نفسه، فإذا بلي بالمذمة ورضي بها وعلم أنه أهل لها، ولأكثر منها، ولما صرف عنه منها، علم أن ذلك ستر الله، وكانت المذمة غنيمة له، إذ صار بالمذمة أوضع الناس وأحقرهم عندهم [وآن ذلك) (2) أسلم لدينه، وصارت المذمة له حسنات، من غير سعي ولا نصب، فهذا واحد زمانه وبعد: فإنهم جميعهم يتتقلون عند المدح والذم من حالة إلى حالة، في الساعة واليوم والشهر والسنة. فمنتقل عن حاله متقدم مقبل، ومنتقل عن حاله مول مدير.

فتفقدوا الإنصاف في أيها تجاهدون أنفسكم وبلغنا أن الرياء بضع وسبعون بابا (3)، وروي أن الرياء أخفى من دبيب النمل على الصفاة (4)، وعقلي يقصر عن دبيب النمل، فكيف ما هو أخفى منه6 (1) في الأصل: المحق تحريف.

(2) ما بين المعقوفتين : سقطت من الأصول: (3) حديث والرياء بضع وسبعون بابا : أخرجه إبن حبان من حديث أبي هريرة، بلفظ : الرياء سبعون حوبا ايسرها أن ينكح الرجل آمه" وفي إسناده أبو ممشر واسمه نجيح، وهو غتلف قيه. واخرجه اين ماجه أيضا من حديث ابن مسعود عن النبي ي، بلفظ : " الرياء ثلاث وسبون بابا واسناده صيح، واخرجه البزار من حديث ابن مسعود، بلفظ : والرياء بصغة وسبعون بابا والشرك مثل ذلك * (4) الوارد ان الشرك اخفي من دبيب النمل على الصفاة، ولعل المؤلف تاول بما ورد أن يصير الرياء شرك. والحديث أورده الغزالي بلفظ : الشرك ..* وأورده في موضع آخر بلفظ : و في الرياء شوائب أخفى من دبيب التمل" وقال العراقي : أخرجه احمد والطبراني من حديث أي موسى الأشعري، بلفظ : " اتقوا هذا الشرك فإنه أخفي من دبيب النمل " ورواه إبن حبان من حديث أبي بكر الصديق، وضعفه هو والدارقطني* والاحياء 4،286/3 /271) وقد تشدد المحاسبي في هذا الحكم، وفي حكمه على القدرية والواقعية بالكفر، فقد مات أبو الحارث وترك ثروة ضخمة ، وكان محتاجا إلى دانق، ولكته لم يأخذ من ميراث أبيه شييا، وقال : صحت رواية عن النبي أنه قال : "لا يتوارث أهل ملتين . وكان أبوه واقفيا أو قدريا، وقد يقال : أن ذلك من باب الورع : ولكنه أمسك بأبيه بياب الطاق ببغداد، وقال له : "طلق أمي فإنك على دين وهي على دين 8- 19

Bogga 195