============================================================
الحجة واتضح به منار الهدى، ووجب علينا العمل به، والله المعين على ذلك، والموفق له فجزاك الله المنان بالنعم أفضل جزاء العاملين به ولقد سمعناك تصف قوما بأحلام راجحة، وعقول كاملة، وأخلاق كريمة، وأعمال صالحة، ومعرفة بالنعم، واجتهاد في الشكر، ومبالغة في رجات الصدق، ورغبتنا في أفعالهم. ووصفت لنا قوما عملوا بالبر جميعا كلهم بالسواء، وبعضهم أعلا عند الله من بعض، وأوزن أعمالا من بعض، ونعت قوما بجهل عظيم، وأعمال فظيعة، وسرائر خبيثة، وكفران النعم، ووعينا عن مذاهبهم ووصفت أنفسأ والهة بزهرات العاجل، وحذرتنا من أمثالها، ووضحت لنا خفيات مكائد الشيطان، وخوفتتا منها. وأخبرتنا بوسواس النفوس تخطر على أنفسنا وقد وجدنا صدق وصفك في الآفات فينا، ورأينا الفساد فيه ممزوجا بأعمالنا، ونرى أنفسنا غايتها أهواء غالبة، وعدو لطيف الحيل، قد غدا بإغوائنا يشجع على فصل كل شيء مذموم، ويزينه بلطائف التمويه ويثبط عن(1) كل فعل محمود، ويزجه بخفايا المكائد.
فإن رايت أيها الناصح لإخوانه، أن تجدد لنا صفات(2) من آداب الدين حمودة، حتى تستعين بها على مكارم الأخلاق بيننا. وتصف لنا احوال الشكور من العباد، وأحوال الكفور، واحوال أهل الورع والصلق، وتصف جرائم أهل الرياء والعجب، وجرائم أهل التيه، عسى أن يذهب الجهل عنا، ويشرح لنا بمعرفتها صدورنا، ويلين بها قلوبنا، ونجاهد بها العدو عن دينتا، ونخالف بعرفتها أهواءنا، وعسى الله آن يصلح بها بعض داء نفوسنا، مع قديم ما آجرى الله على لسانك لنا.
قال لهم عبد الله رحمته عليه ورضواته: (1) في الأصل : على.
(2) في الأصل : صفاتا .
Bogga 122