86

Wasatiyyah of Ahl al-Sunnah between the Sects

وسطية أهل السنة بين الفرق

Daabacaha

دار الراية للنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الأولى ١٤١٥هـ

Sanadka Daabacaadda

١٩٩٤م

Noocyada

الثالث: أن الجماعة هي: الصحابة على الخصوص؛ فإنهم الذين أقاموا عماد الدين وأرسوا أوتاده، وهم الذين لا يجتمعون على ضلالة أصلًا. يدل لهذا القول رواية: "ما أنا عليه وأصحابي"١.
الرابعِ: أن الجماعة هي جماعة أهل الإسلام، إذا أجمعوا على أمر؛ فواجب على غيرهم من أهل الملل إتباعهم.
قال الإمام الشاطبي عقب هذا القول: "وكأن هذا القول يرجع إلى الثاني أو يرجع إلى القول الأول وهو الأظهر"٢.
الخامس: أن الجماعة جماعة المسلمين إذا اجتمعوا على أمير؛ فأمر النبي ﷺ بلزومه ونهى عن فراق الأمة فيما اجتمعوا عليه من تقدميه عليهم، فمن نكث بيعته خرج عن الجماعة. وهو اختيار الإمام الطبري.
السادس: أن المراد بالجماعة: موافقة الحقو لزومه.
كما قال عبد الله بن مسعود ﵁ "الجماعة ما وافق الحق وإن كنت وحدك"٣، وفي رواية: "إنما الجماعة ما وافق طاعة الله وإن كنت وحدك"٤.
قال أبو شامة: "وحيث جاء الأمر بلزوم الجماعة فالمراد به لزوم الحق وإتباعه وإن كان المتمسك بالحق قليلًا والمخالف كثيرًا؛ لأن الحق الذي كانت عليه الجماعة الأولى من عهد النبي ﷺ وأصحابه ﵃ ولا نظر إلى

١ تقدم تخريجها، انظر: ص ٤٨.
٢ انظر الاعتصام ٢/ ٢٦٤.
٣ أبو شامة: شهاب الدين عبد الرحمن بن إسماعيل، الباعث على إنكار البدع والحوادث، ص ٢٠، "ط. الثانية ١٤٠١ هـ. نشر: طبعة النهضة الحديثة -مكة".
٤ اللالكائي، شرح أصول اعتقاد أهل السنة ١/ ١٠٩، ح ١٦٠.

1 / 94