55

Wasatiyyah of Ahl al-Sunnah between the Sects

وسطية أهل السنة بين الفرق

Daabacaha

دار الراية للنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الأولى ١٤١٥هـ

Sanadka Daabacaadda

١٩٩٤م

Noocyada

هؤلاء، ولهذا سموا: أصحاب الحديث، وسموا بأهل السنة والجماعة"١.
إذن إتباع ما كان عليه ﷺ وأصحابه، هو الضابط لاستحقاق لقب "أهل السنة" والفوز بالنجاة. وهذا ضابط مهم لمعرفة أهل السنة من غيرهم؛ فهل التزم الأشاعرة بذلك وحققوا الإتباع كما ادعوا؟ أم أنهم قدموا على السنة غيرها، وحكموا فيها العقل، وصرفوها عن حقائقها بأنواع المجازات وغرائب اللغات ومستنكرات التأويلات؟
ذلك ما سيتضح لنا فيما بعد إن شاء الله.
وقبل ذلك علينا أن نعرف ما هو الطريقة لمعرفة السنة، وبأي شيء تدرك؟

١ التبصير في الدين ص ١٨٥.
رابعًا: طريق معرفة السنة وإدراكها
إذا كانت السنة هي ما كان عليه النبي ﷺ فلا شك أنه لا سبيل إلى معرفتها إلا بالنقل لا غير. بالنقل الصحيح نعرف ما كان عليه الرسول ﷺ، ولا سبيل للعقل إلى ذلك البتة.
وبالاتباع لما جاء به النقل من ذلك تدرك السنة.
يقول إمام أهل السنةمن غير منازع الإمام أحمد بن حنبل رحمة الله عليه "ت ٢٤١ هـ": "وليس في السنة قياس، ولا تضرب لها الأمثال، ولا تدرك بالعقول، والأهواء؛ إنما هي الإتباع، وترك الهوى"١.
ويقول الإمام أبو عبد الله محمد بن أبي زمنين "٣٢٤- ٣٩٩ هـ": "أعلم رحمك الله أن السنة دليل القرآن، أنها لا تدرك بالقياس، ولا تؤخذ بالعقول،

١ اللالكائي، شرح أصول أهل السنة ١/ ١٥٦- ١٥٨، وابن الجوزي مناقب الإمام أحمد ١/ ١- ١٧٢.

1 / 61