122

Wasatiyyah of Ahl al-Sunnah between the Sects

وسطية أهل السنة بين الفرق

Daabacaha

دار الراية للنشر والتوزيع

Daabacaad

الأولى ١٤١٥هـ

Sanadka Daabacaadda

١٩٩٤م

Noocyada

عليهم بذلك؛ حتى قال ثمامة بن الأشرس "ت ٢١٣ هـ" من رؤساء الجهمية١: ثلاثة من الأنبياء مشبهة موسى؛ حيث قال: "إن هي إلا فتنتك"٢ وعيسى؛ حيث قال: "تعلم ما نفسي ولا أعلم ما في نفسك"٣ ومحمد ﷺ؛ حيث قال: "ينزل ربنا"٤" ٥.
وأما الأشاعرة: فإنهم لما كانوا لا يثبتون إلا بعض الصفات٦، ويؤولون البعض الآخر؛ فقد نبزوا من يثبت لله جميع ما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله ﷺ بالتشبيه.
يقول الجويني "ت ٤٧٨ هـ": "واعلموا أن مذهب أهل الحق أن الرب ﷾ يتقدس عن شغل حيز، ويتنزه عن الاختصاص بجهة.
وذهب المشبهة إلى أنه -تعالى عن قولهم - مختص بجهة فوق"٧.
ومعلوم أن أهل السنة والجماعة يثبوت لله ﷿ ما أثبته لنفسه من الفوقية في قوله ﷿: ﴿يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ﴾ ٨، ومن أثبت ذلك عند

١ يريد المعتزلة، وكثيرًا ما يطلق على المعتزلة لقب الجهمية لقولهم بقولهم في نفي الصفات.
٢ سورة الأعراف آية ١٥٥.
٣ سورة المائدة آية ١٦٦.
٤ يشيرِ إلى حديث النزول وهو حديث صحيح أخرجه خ: كتاب التهجد، باب الدعاء والصلاة من آخر الليل ٣/ ٢٩. وم: كتاب صلاة المسافرين، باب الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل ١/ ٥٢١، ح ٦٨.
٥ الفتاوى ٥/ ١١٠.
٦ لا لأنها وردت في الكتاب والسنة؛ وإنما لأن العقل لا يحيلها، مثل صفة "الحياة، والعلم، وغيرها من الصفات السبع التييثبتونها ولو كانوا أثبتوها لورد النص بها، لما أولوا باقي الصفات مع ورود النصوص بها أيضَا.
٧ انظر: الشامل ص ٥١١.
٨ سورة النحل آية ٥٠.

1 / 130