ورأيت اسم محمد مكتوبا عليه، وإن ربي أسكنني الجنة، فلم أر فيها قصرا ولا غرفة إلا وجدت اسم محمد مكتوبا عليه، ولقد رأيت اسم محمد مكتوبا على نحور الحور العين، وعلى ورق قصب اجام الجنة (1)، وعلى ورق شجرة طوبى (2)، وعلى ورق سدرة المنتهى، وعلى أطراف الحجب (3)، وبين أعين الملائكة، فأكثر ذكره؛ فإن الملائكة تذكره في كل ساعاتها.
قال حسان بن ثابت (رضي الله تعالى عنه):
أغر عليه للنبوة خاتم
من الله من نور يلوح ويشهد
وضم الإله اسم النبي إلى اسمه
إذا قال في الخمس المؤذن: أشهد
وشق له من اسمه ليجله
فذو العرش محمود وهذا محمد
وأما اسم أحمد: فقد قال الباجوري في «حاشيته»:
هو في الأصل أفعل تفضيل، وسمي بذلك لأنه أحمد الحامدين لربه؛ ففي «الصحيح»: أنه يفتح عليه يوم القيامة بمحامد لم يفتح بها على أحد قبله، وكذلك يعقد له لواء الحمد، ويخص بالمقام المحمود.
وبالجملة: فهو أكثر الناس حامدية ومحمودية، فلذلك سمي أحمد ومحمدا. ولهذين الاسمين الشريفين مزية على سائر الأسماء، فينبغي
Bogga 55