Wasaail Wusul ilaa Shamaail al-Rasool
وسائل الوصول إلى شمائل الرسول(ص)
Noocyada
حلمه جهله، ولا يزيده شدة الجهل [عليه] إلا حلما، فقد اختبرتهما، فأشهدك أني قد رضيت بالله ربا؛ وبالإسلام دينا، وبمحمد (صلى الله عليه وسلم) نبيا.
قال القاضي عياض في «الشفا»: (وحسبك ما ذكرناه مما في «الصحيح» والمصنفات الثابتة، مما بلغ متواترا مبلغ اليقين: من صبره على مقاساة قريش، وأذى الجاهلية، ومصابرة الشدائد الصعبة معهم، إلى أن أظفره الله تعالى عليهم- يعني: بفتح مكة- وحكمه فيهم وهم لا يشكون في استئصال شأفتهم (1)، وإبادة خضرائهم- أي: إهلاك جماعتهم- فما زاد على أن عفا وصفح، وقال: «ما تقولون أني فاعل بكم؟»، قالوا: خيرا؛ أخ كريم، وابن أخ كريم، فقال: «اذهبوا؛ فأنتم الطلقاء».
وقال أنس (رضي الله تعالى عنه): هبط ثمانون رجلا من التنعيم صلاة الصبح ليقتلوا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فأخذوا، فأعتقهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فأنزل الله تعالى: وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم وكان الله بما تعملون بصيرا [الفتح: 24].
وقال [(صلى الله عليه وسلم)] لأبي سفيان- وقد سبق إليه بعد أن جلب عليه الأحزاب، وقتل عمه وأصحابه ومثل بهم، فعفا عنه، ولاطفه في القول- وقال: «ويحك يا أبا سفيان! ألم يأن لك أن تعلم ألا إله
Bogga 220