Dhaxalayaasha Boqortooyooyinka La Hilmaamay: Diimaha Sii Dabargo'aya ee Bariga Dhexe
ورثة الممالك المنسية: ديانات آفلة في الشرق الأوسط
Noocyada
وفي الولايات المتحدة، تضم ميشيغان أعلى نسبة للعرب الأمريكيين مقارنة بأي ولاية أخرى. ويشرح تاريخهم المتحف العربي الأمريكي في ديربورن، وهي مدينة يشكل العرب عشرين بالمائة من سكانها. عندما وصلت إلى المتحف، وجدت مجموعة صغيرة من الناس بالخارج. كانوا يحدقون في رجل يقف على الجانب الآخر من الطريق، على سلالم مجلس مدينة ديربورن. كان قد نصب منصة مكتوبا عليها «كافر! ملحد!» على خلفية من القماش الأسود. ونجح الرجل الذي يقف على المنصة في توصيل صوته عبر صخب أصوات المؤيدين والمعارضين. وصاح مطالبا: «أوقفوا هجرة المسلمين! لا مسلمين في المناصب الحكومية العليا!» وكان استفزاز أهل ديربورن هو هدف القس تيري جونز، مؤلف كتاب «الإسلام من الشيطان»، الذي تسببت خططه، ذات التغطية الإعلامية الواسعة لحرق نسخة من القرآن، في أعمال شغب في أفغانستان.
لاحظت أن العديد من العرب الذين كان يلقي خطبته فيهم كانوا يرتدون صلبانا. فغالبية العرب الأمريكيين مسيحيون، على الرغم من أن التركيبة السكانية تتغير بسرعة بفضل تدفقات الهجرة الجديدة من الشرق الأوسط. وقد عكست لافتة في ردهة المتحف المزينة ببلاط الفسيفساء الأزرق هذا التغيير، معلنة أنه كان «مؤسسة تجعل الجيل الرابع من العرب الأمريكيين المسيحيين الذين جاء أجداد أجدادهم من سوريا والمهاجرين المسلمين الذين وصلوا حديثا من العراق يشعرون أن المتحف يروي قصتيهما.» وحتى وقت قريب، غالبا ما كان العرب الذين يأتون إلى أمريكا لا يملكون سوى القليل ولا يحققون النجاح إلا من خلال العمل الجاد والحظ. كانوا باعة جائلين في خمسينيات القرن التاسع عشر، وعمالا يدويين بخمسة دولارات في اليوم في مصنع فورد في عشرينيات القرن الماضي، وأصحاب متاجر في الستينيات. وكان مصنع سيارات هنري فورد في ديربورن بولاية ميشيغان، الذي اكتمل عام 1928، عامل جذب خاصا للمهاجرين من الشرق الأوسط (الذين كان معظمهم في تلك المرحلة من المسيحيين العراقيين واللبنانيين)؛ لأنه وفر فرص عمل لأشخاص لم يكونوا يتقنون الإنجليزية. وقد شكلوا النواة التي جذبت لاحقا الآخرين، مسلمين ومسيحيين على حد سواء، الذين تمكنوا من رؤية فرص أفضل لأنفسهم في مكان كانت ثقافتهم ومجتمعاتهم قائمة فيه بالفعل. ووفقا للمعهد العربي الأمريكي، يوجد الآن ما يقرب من 3,5 مليون أمريكي من أصول عربية. وعرضت جميع قصص النجاح الباهر في المتحف: سياسيون مثل دونا شلالا، ورجال أعمال مثل مؤسس شركة كينكوز، بول أورفيلا، وشعراء مثل خليل جبران.
كنت أتجول في متجر المتحف عندما ظهر يوسف. كان صديقا لأحد أصدقائي، وكان من المقرر أن يكون مرشدي إلى المعالم العربية المحلية. وصل مرتديا قبعة صوفية، وحذاء رعاة البقر، وسترة مزينة بشارات مناهضة للحرب، كان مكتوبا على إحداها: «أنا من الآن مناهض للحرب القادمة». ذهبنا إلى متجر أحذية حتى يتمكن من البحث عن حذاء جديد. كان فلسطينيا من قمة رأسه حتى أخمص قدميه، ومع ذلك فقد تمكن بطريقة ما من الاندماج أيضا في فئة أمريكية خاصة؛ هي: الهيبيز المتمردين. ومع أنه كان في السبعينيات من عمره، كان في حالة صحية أفضل مني، بسبب روتين السباحة في بحيرة جليدية كل يوم.
يوسف بركات يشرح لأحد الأفراد الصغار من الجالية العربية الأمريكية كيفية أداء رقصة عربية تقليدية، الدبكة، في ديربورن، ميشيجان، في صيف عام 2012. صورة مأخوذة بواسطة المؤلف.
كانت تلك الليلة هي الليلة الأولى لمهرجان عربي أمريكي في ديربورن، وكان المهرجان محطتنا التالية. عندما وصلنا، كانت فرقة مصرية تعزف بأعلى درجة صوت، وازدحم قسم مغلق من الشارع بالناس، ووقف كثير منهم مشكلين نصف دائرة ليشاهدوا ما يحدث. ورقصت مجموعة صغيرة في وسط الدائرة الدبكة، وهي رقصة عربية تتضمن أشخاصا يمسك أحدهم بيد الآخر ويخطون بسرعة وبتناغم من جانب إلى آخر. أدهشني أن يوسف قفز مباشرة إلى ساحة الرقص، أما أنا فتسللت إلى أحد الجوانب؛ لافتقاري إلى الإيقاع، والتوازن، وثقة عدم الاهتمام بأي منهما. بدأ شابان، يبدوان يمنيين، في تلقي التعليمات من يوسف في أدق النقاط المتعلقة بالدبكة. وحركت امرأة عجوز ترتدي الحجاب قدميها على اللحن عندما مررنا بها.
عندما أخذ يوسف كفايته من الرقص، عرض أن يأخذني في جولة في جميع أنحاء المنطقة. وأراني الكنيسة الأرثوذكسية حيث كان خادم المذبح وكان على وشك أن يصبح كاهنا، ومصنع فورد، حيث عمل، مثل العديد من المهاجرين الآخرين، لإعالة أسرته. وبالقرب من المصنع كان يوجد مركز ثقافي عربي كان قد ساعد في إنشائه. وكذلك أراني مدرسة مرتكبي الجرائم الصغار في السن التي تقاعد منها مؤخرا بوصفه متطوعا. وكان يعيش في المناطق الريفية الخضراء حول المدرسة الكثير من أصدقائه، وكان العديد منهم نشطاء من دعاة السلام اليهود.
جاء يوسف إلى أمريكا لاجئا، محروما من حق العودة إلى منزل عائلته فيما كان يسمى فلسطين. ظل غاضبا بمرارة من إسرائيل. ومع ذلك، بدت حياته الخاصة في أمريكا، مثل حياة العديد من الأمريكيين الشرق أوسطيين الذين قابلتهم، مرتبطة بالجالية اليهودية. وبعد وقت قصير من وصوله إلى أمريكا، رزق بطفلين من امرأة يهودية، وإذ شعر بأنه أصغر من أن يتزوج، قرر مع والدتهما التخلي عنهما للتبني؛ أحدهما لجمعية خيرية يهودية والآخر لجمعية خيرية كاثوليكية. وبعد مرور عقود من الزمن، عندما وصل إلى منتصف عمره، أراد أن يبحث عن أطفاله ونجح في العثور على ابنته التي نشئت على أنها يهودية أرثوذكسية. ولا يزال يبحث عن ابنه. •••
كانت علاقة يوسف بصديقته غير عادية؛ ليس لأنها كانت يهودية - فقد قال العديد من المهاجرين الذين التقيت بهم في بريطانيا وأمريكا، من الأقليات الدينية، إنهم وجدوا انجذابا فوريا إلى اليهود الأمريكيين - ولكن لأن مجتمعات الأقليات هذه تميل إلى الانطوائية، وبالتأكيد لا تشجع على إقامة علاقات جنسية بين الأديان المختلفة. قال لي أحد الكلدانيين: «ستيرلينج هايتس هي المكان الذي نعيش فيه. ويعيش المسلمون في ديربورن.» وكانت ضاحية تروي أفضل مكان للعثور على الأقباط المصريين. وللعثور على الموارنة، نصحت بالتوجه إلى جروس بوينت.
استفادت كنائس المهاجرين من الهوية المجتمعية وكذلك ساعدت في ترسيخها. وباعتزاز أخذني الأب شلهوب ، كاهن بازيليك ليفونيا الأرثوذكسية الرائعة، في جولة. ويطلق على جاليته - المسيحيون الفلسطينيون والسوريون الناطقون بالعربية الذين يتبعون التقاليد والتعاليم ذاتها الخاصة بالأرثوذكس اليونانيين والروس - اسم أرثوذكس أنطاكية ولديهم خمسمائة كنيسة في الولايات المتحدة. بدا أن كنيسة الأب شلهوب قد تكون واحدة من أفضل الكنائس الخمسمائة. وقال: «هذا الرخام من سوريا»، مشيرا إلى الأيقونات الجميلة التي رسمت بعناية في سوريا وشحنت إلى الكنيسة. صممت الكنيسة بأكملها على غرار كنيسة القديس سمعان العمودي بالقرب من أنطاكية.
لم تكن طوائفهم في أوطانهم، على عكس الكلدانيين، متدينة بشكل خاص. لكن ذلك تغير عندما أتوا إلى أمريكا. قال: «يبذل الناس جهدا أكبر للذهاب إلى الكنيسة هنا مقارنة بوطنهم الأصلي. إن ما يحافظ على المسيحيين الأرثوذكس هو الكنيسة. فهي تحافظ على ثقافتهم وتحافظ على هويتهم بوصفهم عربا. وأول شيء تفعله العائلات عندما تأتي إلى أمريكا هو البحث عني؛ إذ تصبح الكنيسة مثل الملاذ، ذكرى من ذكريات الوطن. فالحي في الوطن - أي الشرق الأوسط - كان يحمي الناس من التعرض لهجوم خارجي، وهنا تحل الكنيسة محل الحي. فالناس يأتون إلى هنا ويرون آخرين يشبهونهم، ويسمعون اللغة العربية. إنها رابطة ليست قائمة فقط على الدين، وإنما أيضا على العرق والثقافة.» كانت غرفة الكاهن مليئة بالكتب، والصور، والبطاقات من الشرق الأوسط. كتب طفل على إحداها: «في هذا الظرف خمسة دولارات من «مالي الخاص». من فضلك أعطها شخصا محتاجا.» كان يشعر بأن الأرثوذكس لن يندمجوا بأي طريقة بناءة. وعلى عكس الكلدانيين والموارنة، لا يمكن أن تغريهم الأبرشية الكاثوليكية المحلية؛ لأنهم لم يكونوا على صلة حميمة بروما. وهكذا، يبدو أن هذه الكنيسة الأرثوذكسية لن تحافظ على ديانة أهلها فحسب، بل ستحافظ على عروبتهم أيضا.
Bog aan la aqoon