Dhaxalayaasha Boqortooyooyinka La Hilmaamay: Diimaha Sii Dabargo'aya ee Bariga Dhexe
ورثة الممالك المنسية: ديانات آفلة في الشرق الأوسط
Noocyada
واكتشف أن من يسمون بالكفار كانوا ينقسمون إلى العديد من القبائل، التي اختلفت لغاتها وممارساتها. علاوة على ذلك، كانت ديانة الكفار يوما ما مشتركة بين الشعوب المجاورة الأخرى التي كانت تعيش حينئذ في ظل الحكم الإسلامي. أحد هذه الشعوب كان يسمى الكلاشا. وعلى عكس أولئك الكفار في الجبال العالية الذين ظلوا أحرارا، فقد غزا «مهاتير» (أي أمراء) شيترال الأراضي المنخفضة التابعة لشعب الكلاشا، واضطروا إلى دفع الجزية في شكل عمل قسري. لم يكن شعب الكلاشا ذا فائدة لروبرتسون، الذي أراد أن يجد رجالا مقاتلين؛ فقد كانوا كما قال مستنكرا: «عرقا ذليلا ومنحطا تماما.» وعلى النقيض من ذلك، كانت القبيلة التي اختار العيش معها، وهي الكام، أكثر القبائل حروبا بين جميع الكفار. وعندما حاول يوما ما أن يصف لقبيلة الكام ما يبدو عليه الرجل السمين، واجه صعوبة في جعلهم يفهمون. فقليلون منهم من رأوا مثل هذا من قبل. ولم يحالفه النجاح إلا عندما تحدث إلى الكاهن المحلي، الذي «شعر بالحيرة مدة طويلة. واتضح له المعنى الذي أقصده عندما هتف فجأة: «أتذكر قتل رجل بالقرب من [مدينة] أسمر كان تماما كما تصف؛ الكلمة هي «سكيور»».»
لم يكن الكاهن وحده من تلطخت يده بالدماء. فالخلافات الدموية لم تكن مجرد حادث عرضي بين شعب قبيلة الكام؛ بل كانت أسلوب حياة. كانت أقرب القرى المسلمة أهدافا للإغارات القاتلة، وغالبا ما كانت تشن من أجل الغنائم (ففي مثل هذا المجتمع المحلي الفقير، قد يقتل رجل لمجرد الحصول على ملابسه) أو للانتقام من التعدي المستمر للقبائل المسلمة على أرض الكام. قدم روبرتسون قائمة بالصفات التي أعجب بها شعب الكام، وفي مقدمتها القدرة على القتل؛ يليها «رجل الجبل الجيد، الذي يكون على استعداد دائم للشجار، ويتمتع بنزعة شهوانية.» غالبا ما كان لدى الكام ثأر لبعضهم ضد بعض، لكن عادة لطيفة مكنتهم من تفادي الثأر إذا رغبوا في ذلك؛ إذ لم يكن يلزم الرجل إلا التظاهر بالاختباء من قاتله المحتمل، الذي كان تظاهر بدوره بعدم رؤيته.
وأفراد القبيلة الذين فشلوا في قتل ألد أعداء القبيلة قد يقذفهم قومهم بالرماد. وقد يصبحون موضوعا للنكات والسخرية، وفي المآدب العامة كانت زوجاتهم يشحن وجوههن عنهم عند تقديم الطعام لهم. فقد كان «الجال»، أي العار، دافعا قويا بين أفراد قبيلة الكام. وكذلك كان النظام الطبقي. فأولئك الذين انزلقوا لقاع السلم الاجتماعي قد ينتهي بهم الأمر بين أبناء الطبقة الدنيا «البروجان» الذين كانوا عرضة للشراء والبيع مثل عبيد العصور الوسطى. ومن ناحية أخرى، سمح لشاب قتل خمس ضحايا بارتداء وشاح أزرق مصنوع من ملابسهم، ورأى روبرتسون القليل جدا من هذه الأحداث خلال زيارته. كما التقى توراج ميراك، الرجل الذي يبدو أنه خرج مباشرة من رواية مغامرات من العصر الفيكتوري. جاء ميراك، «أغنى رجل في كافرستان»، لرؤية روبرتسون مرتديا رداء أحمر لامعا وكان يحمل درعا برونزيا. «كان لديه ملامح سامية قوية، وانسدلت على كتفيه المزركشتين خصلات شعره الطويلة، المضفرة مع ذيول الفئران، وبين الفينة والأخرى كان يلقي نظرة فخر ليرى ما إذا كان الغريب يقدر عظمته.»
زعم ميراك أنه قتل أكثر من مائة شخص، كثير منهم من النساء والأطفال، وللاحتفال بهذه الحقيقة، ربط جرسا صغيرا بنهاية عصاه. كتب روبرتسون: «في عينيه القاتمتين، كان ثمة عالم من الشفقة. إنهما تكذبانه تماما. ففي صميم قلبه يوجد همجي يعوي، بينما في سكونه تعكس ملامحه رجلا أحزنه التحديق في صور معاناة عالم مضطرب.» ولحسن حظ روبرتسون أن كونه مسيحيا كان يعني اعتباره رفيقا غير مسلم ونوعا من الكفار الفخريين. وكان البريطانيون يتمتعون بالفعل بسمعة طيبة بين شعب الكام، على الرغم من كونها من نوع غريب إلى حد ما؛ فقد أخبروا روبرتسون أن جيش، إله الحرب لديهم، قد ذهب للعيش في لندن.
بأي حال، كان من الصعب تجاهل الموت بين أفراد قبيلة الكام. فقد دفن جميع الكفار موتاهم في الهواء الطلق، ربما لمجرد أنه كان من الصعب عادة الحفر في الأرض المتجمدة. وعلق روبرتسون أن رائحة الجثث المتعفنة كانت تنتشر في القرية عندما تهب الرياح في الاتجاه الخاطئ. وتتميز جنازاتهم بأداء رقصة؛ مع وضع الجثة على كرسي وسط الراقصين.
لم يثن عليهم روبرتسون في وصفه مثلما فعل ماركو بولو قبل قرون. فقد كتب أن أفراد شعب الكام لم يكونوا يغتسلون أبدا، وأنهم كانوا يسرقون منه باستمرار، وأن «الكذب لديهم كان بسهولة التنفس». ولكن عند روبرتسون، الذي كان غارقا في التقاليد العسكرية للإمبراطورية البريطانية، كان الأثر السلبي لهذه الصفات يتلاشى أمام «شجاعتهم الرائعة، وعواطفهم الداخلية، وحبهم الشديد للحرية». ومن نواح أخرى، كما يقول، أصبحوا كذلك بسبب الظروف. «فبالنسبة إليهم، لم يصبح العالم ألطف مع مرور السنين ... ولو كانوا مختلفين، لكانوا مستعبدين منذ آونة طويلة.»
وعلى الرغم من إعجابه بحبهم للحرية، كان هو نفسه، عن غير قصد منه، نذيرا باستعبادهم. فقد كان لرحلته غرض خفي؛ حيث كانت السلطات البريطانية تحاول أن تقرر ما إذا كانت قبائل الكفار تستحق الاندماج في إمبراطوريتها. وكانت مهمة روبرتسون، التي كشف عنها في الأوراق السرية لمكتب الهند، هي «دراسة تنظيمهم القبلي واكتشاف قيمتهم باعتبارهم حلفاء ودودين مستعدين للمساعدة ولكن محايدين، أو مناضلين نشطين في الحرب». وكان قراره أنه ينبغي تركهم وشأنهم. وكتب إلى رؤسائه أن الكفار لم تكن لهم «أي أهمية استراتيجية أو سياسية على الإطلاق ... ولا ينبغي التدخل في شئونهم بأي شكل من الأشكال.» ربما كانت هذه سياسة حكيمة، مقترحة لدوافع جيدة، لكنها كانت إيذانا بنهاية كافرستان.
في ذلك الوقت كان يحكم أفغانستان، التي كان يجاور الكفار أراضيها، عبد الرحمن خان، الذي أطلق عليه البريطانيون «الأمير الحديدي». في مذكراته، زعم الأمير المسن أنه كان يريد الكفار في جيشه لأنهم «كانوا عرقا شجاعا من الناس لدرجة أنني اعتقدت أنهم بمرور الوقت سيصبحون جنودا مفيدين للغاية تحت حكمي». (كان محقا؛ فبعد قليل أصبحوا من النخبة في الجيش الأفغاني.) كما أراد التفوق على تيمورلنك بغزو كافرستان. وعلى الرغم من أنه لم يكن متعصبا دينيا - فقد استعان، على سبيل المثال، بسكرتير هندوسي - أراد أن ينال مجد الجهاد ضد غير المؤمنين. وفي عام 1895، تقدمت ثلاث وحدات عسكرية موالية لعبد الرحمن باتجاه كافرستان مستخدمة تكتيك الكماشة لتطويق الكفار. هجمت في ذروة الشتاء، عندما كان الكفار يجدون صعوبة في الهروب. وبالنظر إلى أن أعداءه، مهما كانوا شجعانا ووحشيين، لم يكونوا قد أتقنوا بعد استخدام البندقية، وكانوا في الغالب يقاتلون بالأقواس والسهام، فقد كان فوز عبد الرحمن مضمونا. وخير الكفار بين اعتناق الإسلام أو الموت؛ وفي خمسينيات القرن الماضي، عرض على كاتب الرحلات البريطاني إريك نيوباي حجر أحمر اللون مخضب بدماء أولئك الذين اختاروا الإعدام. وفاز عبد الرحمن بلقب ضياء الملة والدين. وأعيد في النهاية تسمية المنطقة التي احتلها عبد الرحمن إلى نورستان، «أي أرض النور»، احتفالا بتحولها القسري إلى الإسلام. •••
قد تكون نورستان مسلمة الآن، لكنها شرسة ولا يمكن ترويضها كما كانت قبل مجيء عبد الرحمن. في فجر الثالث عشر من يوليو 2008، استيقظ تسعة وأربعون جنديا أمريكيا في معسكر مؤقت في وانات، مقاطعة نورستان، على مشهد كارثي؛ حيث رأوا أشخاصا في الضوء الخافت فوق التلال البعيدة. وكشفت المراقبة عن كثب أن الأشخاص كانوا تابعين لحركة طالبان ويحملون قاذفات صواريخ. ظهر المزيد والمزيد من الصور الظلية لأجساد غير واضحة، حتى كان هناك ما يقرب من مائتين منهم. وفجأة أطلقوا النار، مما أجبر المعسكر الأمريكي على إخراج الأسلحة الثقيلة في الدقائق القليلة الأولى. وكانت الساعات القليلة التالية عبارة عن فوضى من الدماء والضجيج. وفي مرحلة ما، اخترق المهاجمون دفاعات المعسكر، وعندما انسحبوا أخيرا بعد بضع ساعات من الهجوم المتواصل، خلفوا تسعة قتلى أمريكيين وسبعة وعشرين جريحا. كانت معركة وانات، كما عرفت فيما بعد، هي أكثر الاشتباكات الأمريكية كلفة في أفغانستان منذ عام 2001. وسلطت تقارير عن المعركة في الصحافة الأمريكية الضوء على سمعة نورستان باعتبارها «المكان الأكثر دموية على وجه الأرض» و«مركز القاعدة وطالبان». هناك ثلاثة أشياء جعلتها جذابة بشكل خاص للمسلحين الإسلاميين: تضاريسها القاسية (فالجبال التي تتكون منها المقاطعة يصل ارتفاعها إلى 19500 قدم)، وحقيقة أنها تقع بجانب الحدود مع باكستان، والحماسة الدينية لشعبها وشجاعتهم في المعارك (حيث كانت أول مقاطعة تعلن الجهاد ضد السوفييت عام 1979). وكما هو الحال في زمن الإسكندر، أثبتوا هم وجيرانهم في مقاطعة كونار، الواقعة إلى الجنوب قليلا، أنهم المقاتلون الأشرس في المنطقة.
ومع ذلك، أثناء المعركة، وعلى بعد أميال قليلة منها بأقصر الطرق، نام مدرس يوناني هانئا خلال كل ذلك. فقد عاش أثناسيوس ليرونيس في قرية تسمى بومبوريت وارتدى زي السكان المحليين، وزين بالزهور قبعة صوفية بنية مسطحة. وعلى الرغم من أنه كان غريبا، فقد سمح له بالانضمام إلى احتفالات الانقلاب الشمسي المحلية: التضحية بالماعز لآلهتهم وإلاهاتهم العديدة، وشرب النبيذ المحلي الصنع والبراندي القوي، والرقص طوال الليل الذي ترى فيه النساء بأزيائهن المشرقة باللون الأحمر والأصفر وأغطية الرأس المصنوعة من الصدف، يشكلن دوائر حول الرجال ويتمايلن بلطف على صوت الإنشاد. وكان يعيش بين آخر الوثنيين في باكستان، متمركزا تقريبا في قلب المنطقة الخاصة بالإسلاميين المسلحين.
Bog aan la aqoon