115

Warathat al-Anbiya (The Inheritors of the Prophets)

ورثة الأنبياء

Daabacaha

دار القاسم

Noocyada

وقال ابن جريج: كان المسجد فراش عطاء بن أبي رباح عشرين سنة! وقال إسماعيل بن أمية: كان عطاء يطيل الصمت، فإذا تكلم خيل إلينا أنه مؤيد. وكان أسود، أعور، أفطس، أشل، أعرج، ثم عمي! ففي جسمه ستة عيوب، ولكنه كان ركنًا من أركان العلم والدين والصلاح والقدوة، وكان ثقة فقيهًا، حج نيفا على سبعين حجة (١).
قال الزبير بن أبي بكر: كتب إلي أبي وهو بالعراق يقول لي: عليك بالعلم؛ فإنه إن افتقرت كان لك مالًا، وإن استغنيت كان لك جمالًا.
وقد جمع معاذ بن جبل ﵁ فضائل العلم فقال: تعلموا العلم، فإن تعلمه حسنة، وطلبه عبادة، ومذاكرته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه من لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة، ألا إن العلم سبيل منازل أهل الجنة، وهو المؤنس في الوحشة، والصاحب في الغربة، والمحدث في الخلوة، والدليل على السراء، والمعين على الضراء، والزين عند الأخلاء، والسلام على الأعداء، يرفع الله له أقوامًا فيجعلهم في الخير قادة أئمة، تقتفى آثارهم، ويقتدى بأفعالهم، وترغب الملائكة في خلتهم، وبأجنحتها تمسهم، ويصلي عليهم كل رطب ويابس وحيتان البحر وهوام الأرض وسباع البر والبحر والأنعام، لأن العلم حياة القلوب من الجهل، ومصباح الأبصار من الظلمة، وقوة الأبدان من الضعف، ويبلغ بالعبد منازل الأخيار والأبرار والدرجات العلى في الدنيا والآخرة، والتفكر فيه

(١) تذكرة الحفاظ ١/ ٩٨ بتصرف.

1 / 118