إن تعقروا بي فانا ابن الحر
اشجع من ذي لبد هزبر (1)
.
وقاتلوهم حتى انتصف النهار، أشد قتال! و[هم] لا يقدرون على أن يأتوهم إلا من وجه واحد، لاجتماع أبنيتهم وتقارب بعضها من بعض.
فلما رأى ذلك عمر بن سعد أرسل رجالا يقوضونها عن أيمانهم وعن شمائلهم ليحيطوا بهم، فأخذ الثلاثة والاربعة من أصحاب الحسين [(عليه السلام)] يتخللون البيوت فيشدون على الرجل وهو يقوض فيقتلونه ويرمونه ويعقرونه.
[ف] عند ذلك أمر بها عمر بن سعد فقال: أحرقوها بالنار!
فقال حسين [(عليه السلام)]: دعوهم فليحرقوها فانهم لو حرقوها لم يستطيعوا أن يجوزوا إليكم منها. وكان كذلك. [ف] أخذوا لا يقاتلونهم إلا من وجه واحد.
[الحملة الرابعة]
وحمل [فيمن حمل] شمر بن ذي الجوشن حتى طعن فسطاط الحسين [(عليه السلام)] برمحه ونادى: علي بالنار حتى احرق هذا البيت على أهله!
فصاح النساء وخرجن من الفسطاط!
وصاح به الحسين [(عليه السلام)]: يا ابن ذي الجوشن: أنت تدعو بالنار لتحرق بيتي على أهلي؟! حرقك الله بالنار! (2).
Bogga 228