Dagaalkii Siffin
وقعة صفين
(*) صلى الله عليه وسلم قالت قريش: منا أمير، وقالت الأنصار: منا أمير.
فقالت قريش: منا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنحن أحق بذلك الأمر.
فعرفت ذلك الأنصار فسلمت لهم الولاية والسلطان.
فإذا استحقوها بمحمد صلى الله عليه وآله دون الأنصار فإن أولى الناس بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم أحق بها منهم.
وإلا فإن الأنصار أعظم العرب فيها نصيبا فلا أدرى أصحابي سلموا من أن يكونوا حقى أخذوا، أو الأنصار ظلموا.
[ بل ] عرفت أن حقى هو المأخوذ، وقد تركته لهم تجاوز الله عنهم.
وأما ما ذكرت من أمر عثمان وقطيعتي رحمه، وتأليبى عليه فإن عثمان عمل ما [ قد ] بلغك، فصنع الناس [ به ] ما قد رأيت وقد علمت.
إنى كنت في عزلة عنه، إلا أن تتجنى، فتجن ما بدا لك.
وأما ما ذكرت من أمر قتله عثمان فإنى نظرت في هذا الأمر وضربت أنفه وعينيه فلم أر دفعهم إليك ولا إلى غيرك.
ولعمري لئن لم تنزع عن غيك وشقاقك لتعرفنهم عن قليل يطلبونك، ولا يكلفونك أن تطلبهم في بر ولا بحر، ولا جبل ولا سهل.
وقد كان أبوك أتانى حين ولى الناس أبا بكر فقال: أنت أحق بعد محمد صلى الله عليه وآله وسلم بهذا الأمر، وأنا زعيم لك بذلك على من خالف عليك.
ابسط يدك أبايعك.
فلم أفعل.
وأنت تعلم أن أباك قد كان قال ذلك وأراده حتى كنت أنا الذى أبيت، لقرب عهد الناس بالكفر، مخافة الفرقة بين أهل الإسلام.
فأبوك كان أعرف بحقى منك.
فإن تعرف من حقى ما كان يعرف أبوك تصب رشدك، وإن لم تفعل فسيغنى الله عنك والسلام.
Bogga 91