Dagaalkii Siffin
وقعة صفين
(*) فكان أفضلهم - زعمت - في الإسلام، وأنصحهم لله ورسوله الخليفة، وخليفة الخليفة.
ولعمري إن مكانهما من الإسلام لعظيم، وإن المصاب بهما لجرح في الإسلام شديد.
رحمهما الله وجزاهما بأحسن الجزاء (1).
وذكرت أن عثمان كان في الفضل ثالثا (2)، فإن يكن عثمان محسنا فسيجزيه الله بإحسانه، وإن يك مسيئا فسيلقى ربا غفورا لا يتعاظمه ذنب أن يغفره.
ولعمر الله إنى لأرجو إذا أعطى الله الناس على قدر فضائلهم في الإسلام ونصيحتهم لله ورسوله أن يكون نصيبنا في ذلك الأوفر.
إن محمدا صلى الله عليه وسلم لما دعا إلى الإيمان بالله والتوحيد كنا - أهل البيت - أول من آمن به، وصدق بما جاء به، فلبثنا أحوالا مجرمة (3) وما يعبد الله في ربع ساكن من العرب غيرنا، فأراد قومنا قتل نبينا، واجتياح أصلنا، وهموا بنا الهموم، وفعلوا بنا الأفاعيل، فمنعونا الميرة، وأمسكوا عنا العذب (4)، وأحلسونا الخوف (5)، وجعلوا علينا الأرصاد والعيون، واضطرونا إلى جبل وعر، وأوقدوا لنا نار الحرب، وكتبوا علينا بينهم كتابا لا يواكلونا ولا يشاربونا ولا يناكحونا ولا يبايعونا ولا نأمن فيهم حتى ندفع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيقتلوه ويمثلوا به.
فلم نكن نأمن فيهم إلا من موسم إلى موسم، فعزم الله لنا على منعه، والذب عن حوزته، والرمى من وراء حرمته، والقيام
__________
(1) ح: " وجزاهما أحسن ما عملا ".
(2) ح: " تاليا ":
(3) أي سنين كاملة.
والمجرمة، بتشديد الراء المفتوحة.
(4) الميرة، بالكسر: ما يجلب من الطعام.
والعذب، عنى به الماء العذب.
(5) أي ألزموناه.
انظر ح (3: 304).
وفي الأصل: " وأحلسوا " صوابه في ح (3: 303، 408).
Bogga 89