Dagaalkii Siffin
وقعة صفين
Noocyada
(*) تركا البيان وفي العيان كفاية * لو كان ينفع صاحبيه عيان [ قال نصر: وحدثنا عمر بن سعد، عن مالك بن أعين، عن زيد بن وهب قال ]: (1) كان فارس أهل الكوفة الذى لا ينازع رجل كان يقال له العكبر ابن جدير الأسدى، وكان فارس أهل الشام الذى لا ينازع عوف بن مجزأة الكوفى [ المرادى ] المكنى أبا أحمر، وهو أبو الذى استنقذ الحجاج بن يوسف يوم صرع في المسجد بمكة.
وكان العكبر له عبادة ولسان لا يطاق، فقام إلى على فقال: " يا أمير المؤمنين، إن في أيدينا عهدا من الله لا نحتاج فيه إلى الناس، وقد ظننا بأهل الشام الصبر وظنوه بنا فصبرنا وصبروا.
وقد عجبت من صبر أهل الدنيا لأهل الآخرة، وصبر أهل الحق على أهل الباطل، ورغبة أهل الدنيا، ثم نظرت فإذا أعجب ما يعجبنى جهلى بآية من كتاب الله: (الم.
أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون.
ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين).
وأثنى عليه على خيرا، وقال خيرا.
وخرج الناس إلى مصافهم وخرج [ عوف بن مجزأة ] المرادى نادرا من الناس، وكذلك كان يصنع.
وقد كان قتل قبل ذلك نفرا [ من أهل العراق ] مبارزة، فنادى: يا أهل العراق، هل من رجل عصاه سيفه يبارزني، ولا أغركم من نفسي، فأنا فارس زوف (2).
فصاح الناس بالعكبر، فخرج إليه منقطعا من أصحابه والناس وقوف، ووقف المرادي وهو يقول:
بالشام أمن ليس فيه خوف * بالشام عدل ليس فيه حيف
__________
(1) قبل هذا الأصل: " وذكروا أنه "، وضعت مكان السند المتقدم.
(2) زوف، بفتح الزاى: أبو قبيلة، وهو زوف بن زاهر - أو أزهر - بن عامر بن عويثان.
انظر القاموس (زوف).
وفي الأصل: " دوف " تحريف.
Bogga 450