412

(*) يمانيتكم بأنفسها [ أياما كثيرة ] حتى لقد استحييت لكم، وأنتم عدتهم من قريش: وقد أردت أن يعلم الناس أنكم أهل غناء، وقد عبأت لكل رجل منهم رجلا منكم، فاجعلوا ذلك إلى.

فقالوا: ذلك إليك.

قال: فأنا أكفيكم سعيد بن قيس وقومه غدا، وأنت يا عمرو لأعور بنى زهرة المرقال، وأنت يا بسر لقيس بن سعد، وأنت يا عبيد الله للأشتر النخعي، وأنت يا عبد الرحمن بن خالد لأعور طيئ - يعنى عدى بن حاتم - ثم ليرد كل رجل منكم عن حماة الخيل.

فجعلها نوائب في خمسة أيام، لكل رجل منهم يوم.

فأصبح معاوية [ في غده ] فلم يدع فارسا إلا حشده، ثم قصد لهمدان [ بنفسه ] وتقدم الخيل وهو يقول: لا عيش إلا فلق قحف الهام * من أرحب وشاكر وشبام لن تمنع الحرمة بعد العام * بين قتيل وجريح دام سأملك العراق بالشآم * انعى ابن عفان مدى الأيام فطعن في أعراض الخيل مليا.

ثم إن همدان تنادت بشعارها، وأقحم سعيد بن قيس فرسه على معاوية واشتد القتال، وحجز بينهم الليل، فذكرت همدان أن معاوية فاتها ركضا.

وقال سعيد بن قيس في ذلك: يا لهف نفسي فاتني معاويه * فوق طمر كالعقاب هاويه والراقصات لا يعود ثانيه (1) إلا على ذات خصيل طاويه إن يعد اليوم فكفى عاليه

فانصرف معاوية ولم يعمل شيئا.

وإن عمرو بن العاص غدا في اليوم الثاني

__________

(1) يقسم بالراقصات، وهى الإبل ترقص في سيرها، والرقص: ضرب من الخبب.

انظر أيمان العرب للنجيرمى ص 20 وأمالى القالى (3: 51).

Bogga 427