Dagaalkii Siffin
وقعة صفين
Noocyada
(*) كسرنا القنا حتى إذا ذهب القنا * صبرنا وفللنا الصفيح المجربا (1) فلم نر في الجمعين صادف خده * ولا ثانيا من رهبة الموت منكبا (2) ولم نر إلا قحف رأس وهامة * وساقا طنونا أو ذراعا مخضبا (3) واختلط أمرهم حتى ترك أهل الرايات مراكزهم، وأقحم أهل الشام من آخر النهار، وتفرق الناس عن على، فأتى ربيعة [ ليلا فكان (4) فيهم، وأقبل عدي ابن حاتم يطلب عليا في موضعه الذى تركه فيه فلم يجده، فطاف يطلبه ]، فأصابه في مصاف ربيعة فقال: " يا أمير المؤمنين: أما إذ كنت حيا فالأمر أمم (5)، ما مشيت إليك إلا على قتيل، وما أبقت هذه الوقعة لنا ولهم عميدا، فقاتل حتى يفتح الله عليك، فإن في القوم بقية بعد ".
وأقبل الأشعث يلهث جزعا، فلما رأى عليا هلل وكبر وقال: يا أمير المؤمنين خيل كخيل، ورجال كرجال، ولنا الفضل [ عليهم ] إلى ساعتنا هذه، فعد إلى مقامك الذى كنت [ فيه ]، فإن الناس إنما يظنونك حيث تركوك ".
وأرسل سعيد بن قيس
[ الهمداني إلى على عليه السلام ]: " إنا مشتغلون (6) بأمرنا [ مع القوم ] وفينا فضل، فإن أردت أن نمد أحدا أمددناه ".
وأقبل على على ربيعة فقال: " أنتم درعى ورمحي " - [ قال: فربيعة تفخر بهذا الكلام إلى اليوم ] - فقال عدى بن حاتم: " يا أمير المؤمنين، إن قوما أنست [ بهم ] وكنت فيهم في هذه الجولة، لعظيم حقهم علينا.
__________
(1) الصفيح، عنى به السيوف.
والمجرب، لعلها " المحرب " وهو المحدد المذرب.
(2) صدف خده: أعرض به.
وفي الأصل: " صارف حده ".
(3) الطنون: التى أطنها الضارب، أي أسرع قطعها فطنت.
وهذا الوصف لم تذكره المعاجم.
وفي الأصل: " ظنونا " ووجهه ضعيف.
(4) في الأصل: " وكان ".
(5) أمم، أي قريب.
وفي ح (2: 286): " أهم " تحريف.
(6) في الأصل: " مستقبلون) وأثبت ما في ح.
(*) والله إنهم لصبر عند الموت، أشداء عند القتال ".
Bogga 402