387

وأنشد في اللسان: لا تعدلينى بظرب جعد * كز القصيرى مقرف المعد (*) وأقبل الأشتر يضرب بسيفه وهو يقول: أضربهم ولا أرى معاويه * الأخزر العين العظيم الحاوية هوت به في النار أم هاويه * جاوره فيها كلاب عاويه أغوى طغاما لا هدته هاديه قال: وذكروا أن عمرو بن العاص لما رأى الشر استقبل، فقال له معاوية: ائت ببنى أبيك فقاتل بهم، فإنه إن يك عند أحد خير فعندهم.

فأتى جماعة أهل اليمن فقال: أنتم اليوم الناس وغدا لكم الشان، هذا يوم له ما بعده من الأمر، حملوا معى على هذا الجمع.

قالوا: نعم.

فحملوا وحمل عمرو وهو يقول: أكرم بجمع طيب يمان * جدوا تكونوا أولياء عثمان إنى أتانى خبر فأشجان (1) * أن عليا قتل ابن عفان (2) خليفة الله على تبيان * ردوا علينا شيخنا كما كان (3) فرد على عمرو: أبت شيوخ مذحج وهمدان * بأن نرد نعثلا كما كان خلقا جديدا مثل خلق الرحمن (4) فقال عمرو بن الحمق: دعوني والرجل، فإن القوم قومي.

فقال ابن بديل: دع الجمع يلقى بعضهم بعضا.

فأبى عليه، وحمل وهو يقول:

__________

(1) في الأصل: " فجان " صوابه مما سبق ص 228.

(2) في الأصل: " نال من عفان " صوابه مما سبق ص 228.

(3) في الأصل: " مكاني " صوابه مما سبق ص 228.

(4) في الأصل: " بعد خلق الرحمن " صوابه مما سبق ص 228.

Bogga 399