309

أقول قولى وأستغفر الله لى ولكم ".

نصر، عن عمر قال: حدثنى عبد الرحمن بن جندب، عن جندب بن عبد الله قال: قام عمار بن ياسر بصفين فقال: " امضوا (1) [ معى ] عباد الله إلى قوم يطلبون - فيما يزعمون بدم الظالم لنفسه، الحاكم على عباد الله بغير ما في كتاب الله، إنما قتله الصالحون المنكرون للعدوان، الآمرون بالإحسان.

فقال هؤلاء الذين لا يبالون إذا سلمت لهم دنياهم [ و ] لو درس هذا الدين: لم قتلتموه ؟ فقلنا: لإحداثه.

فقالوا: إنه ما أحدث شيئا.

وذلك لأنه مكنهم من الدنيا فيهم يأكلونها ويرعونها ولا يبالون لو انهدت عليهم الجبال.

والله ما أظنهم يطلبون دمه (2) إنهم ليعلمون أنه لظالم، ولكن القوم ذاقوا الدنيا فاستحبوها واستمروها، وعلموا لو أن [ صاحب ] الحق لزمهم لحال بينهم وبين ما [ يأكلون و ] يرعون فيه منها.

ولم يكن للقوم سابقة في الإسلام يستحقون بها الطاعة والولاية، فخدعوا أتباعهم بأن قالوا: قتل إمامنا مظلوما.

ليكونوا بذلك جبابرة وملوكا.

وتلك مكيدة قد بلغوا بها ما ترون، ولولا هي (3) ما بايعهم من الناس رجلان (4).

اللهم إن تنصرنا فطالما نصرت، وإن تجعل لهم الأمر فادخر لهم بما أحدثوا لعبادك العذاب الأليم.

__________

(1) ح: " انهضوا ".

(2) ح (1: 505): " بدم ".

(3) هذا هو المعتمد في مثل هذا التعبير، كما جاء في الطبري (6: 22) بل ذهب المبرد إلى أن " لولا " لا يليها من المضمرات إلا المنفصل المرفوع، واحتج بأنه لم يأت في القرآن غير ذلك.

وفي قول الله: (لولا أنتم لكنا مؤمنين) انظر الخزانة (2: 430 - 433) وشرح الرضى للكافية (2: 18 - 19).

وجاء في ح (1: 504): " لولاها " وفي جواز هذا الوجه - وهو إيلاؤها الضمير المشترك بين النصب والجر - خلاف،

ومما سمع منه قوله: * لولاك في ذا العام لم أحجج * (4) وكذا في الطبري، لكن في ح: " رجل ".

Bogga 319