294

هل من فتى معوان ؟ فخرج إليه خندف البكري فقال: تنحوا [ عنه ].

فقال له ابن ذى الكلاع: ومن يحمله إذا تنحينا ؟ قال: يحمله الذى قتله.

فاحتمله خندف ثم رمى به على ظهر البغل، ثم شده بالحبال فانطلقوا به.

ثم تمادى الناس في القتال فاضطربوا بالسيوف حتى تعطفت (1) وصارت كالمناجل، وتطاعنوا بالرماح حتى تكسرت [ وتناثرت أسنتها ]، ثم جثوا على الركبات فتحاثوا بالتراب، يحثو بعضهم في وجوه بعض التراب، ثم تعانقوا

وتكادموا [ بالأفواه ]، وتراموا بالصخر والحجارة، ثم تحاجزوا فجعل الرجل من أهل العراق يمر على أهل الشام فيقول: من أين آخذ (2) إلى رايات بنى فلان ؟ فيقولون: هاهنا لا هداك الله.

ويمر الرجل من أهل الشام على أهل العراق فيقول: كيف آخذ إلى رايات بنى فلان ؟ فيقولون: هاهنا لا حفظك الله ولا عافاك.

وكان من أمراء النمر بن قاسط عبد الله بن عمرو، من بنى تميم.

وقتل يومئذ فلان بن مرة بن شرحبيل، والحارث بن عمرو بن شرحبيل.

نصر، عن عمر بن سعد، عن البراء بن حيان الذهلى أن أبا عرفاء جبلة بن عطية الذهلى قال للحضين (3) يوم صفين: هل لك أن تعطيني رايتك أحملها فيكون لك ذكرها ويكون لى أجرها، فقال له الحضين (4): وما غناى [ يا عم ] عن أجرها مع ذكرها ؟ قال له: لا غنى بك عن ذلك، أعرها عمك ساعة (5)

__________

(1) تعطفت: تثنت وتلوت.

وفي الأصل وح: " تقطعت " والوجه ما أثبت.

(2) ح (1: 501): " كيف آخذ ".

(3) في الأصل: " للحصين " وانظر ما سبق ص 287.

(4) في الأصل: " الحصين " بالصاد المهملة، تحريف.

(5) في الأصل: " أعيرها عنك ساعة " صوابه في ح (1: 500).

(*) فما أسرع ما ترجع إليك.

Bogga 304