281

(*) في أربعة آلاف من قراء أهل الشام قد بايعوا على الموت، وهى ميمنة أهل الشام وعلى ميمنتهم ذو الكلاع، فحملوا على ربيعة - وهم ميسرة أهل العراق - وفيهم عبد الله بن العباس وهو على الميسرة، فحمل عليهم ذو الكلاع وعبيد الله بن عمر، فحملوا على ربيعة حملة شديدة بخيلهم ورجالهم، فتضعضعت رايات ربيعة، فتثبتوا إلا قليلا من الأحشام والأنذال (1).

ثم إن أهل الشام انصرفوا ولم يمكثوا إلا قليلا حتى كروا [ ثانية ] وعبيد الله بن عمر [ في أوائلهم ] يقول: " يا أهل الشام، هذا الحى من أهل العراق قتلة عثمان بن عفان، وأنصار على بن أبى طالب.

وإن هزمتم هذه القبيلة أدركتم ثأركم في عثمان وهلك على وأهل العراق ".

فشدوا على الناس شدة شديدة فثبتت لهم ربيعة وصبروا صبرا حسنا إلا قليلا من الضعفاء، وثبت أهل الرايات وأهل البصائر منهم والحفاظ، وقاتلوا قتالا شديدا .

فلما رأى خالد بن المعمر أناسا قد انهزموا من قومه انصرف، فلما رأى أصحاب الرايات قد ثبتوا ورأى قومه قد صبروا رجع وصاح بمن انهزم بالرجوع، فقال من أراد أن يتهمه [ من قومه ]: أراد الانصراف فلما رآنا قد ثبتنا رجع إلينا ؟ وقال هو (2): لما رأيت رجالا منا قد انهزموا رأيت أن أستقبلهم ثم أردهم إليكم، فأقبلت إليكم بمن أطاعنى منهم.

فجاء يأمر مشتبه (3).

وكان بصفين أربعة آلاف محجف من عنزة (4).

__________

(1) الأحشام: الأنباع.

وعند الطبري: " فتضعضعت رايات ربيعة إلا قليلا من الأخيار والأبدال ".

ومؤدى العبارتين واحد.

وهذا الخبر من أوله روى في ح مختصرا،

ولم أجد فيه مواضع المقابلة التى أشرت إليها من الطبري.

(2) في الأصل: " لهم " وأثبت ما في ح (1: 496) والطبري.

(3) الطبري: " بأمر مشبه ".

(4) ح: " وكان في جملة ربيعة من عنزة وحدها أربعة آلاف مجفف ".

والمحجف: لابس الحجفة، وهى ترس يتخذ من جلود الإبل يطارق بعضها ببعض.

والمجفف في رواية ح صحيحة أيضا، رجل مجفف لبس التجفاف، وهو بالفتح: ما جلل به الفرس من سلاح وآلة.

Bogga 291