Dagaalkii Siffin
وقعة صفين
غدا نلاقى ربنا فنحتسب * يا رب لا تشمت بنا ولا تصب من خلع الأنداد كلا والصلب * غدا يكونون رمادا قد كثب بعد الجمال والحياء والحسب فلما كان الليل خرج على فعبأ الناس ليلته كلها حتى أصبح، وعقد الأولوية وأمر الأمراء، وكتب الكتائب.
وبعث على مناديا فنادى: يا أهل الشام، اغدوا على مصافكم.
فضج (2) أهل الشام في عسكرهم، واجتمعوا إلى معاوية، فعبأ خيله وعقد الألوية وأمر الأمراء، وكتب الكتائب، ثم نادى معاوية: أين الجند المقدم ؟ فخرج أهل حمص في رايتهم عليهم ذو الكلاع الحميرى (3).
ثم نودى: أين أهل الأردن ؟ فخرجوا في راياتهم عليهم [ أبو الأعور ] سفيان بن عمرو السلمى.
ثم نودى: أين أهل قنسرين ؟ فجاءوا في راياتهم عليهم زفر بن الحارث.
ثم نودى: أين جند الأمير ؟ فجاء أهل دمشق على راياتهم وهم القلب، وعليهم الضحاك بن قيس الفهرى، فأطافوا بمعاوية.
وسار أبو الأعور وسار عمرو بن العاص [ ومن معهما ] حتى وقفوا قريبا من أهل العراق، فنظر إليهم عمرو فاستقلهم وطمع فيهم، وكان أهل الشام أكثر من أهل العراق بالضعف.
ثم رجع عمرو بن العاص إلى معاوية فقال: قد عرفت وعلمت ما بيننا من العهد والعقد، فاعصب هذا الامر برأسي، وأرسل إلى أبى الأعور [ فنحه عنى ودعني والقوم.
فأرسل معاوية إلى أبى الأعور ]: إن لأبى عبد الله رأيا
__________
(1) في الأصل: " لا تعب " صوابه في ح (1: 482).
(2) في الأصل: " فصبح " صوابه في ح (1: 481).
(3) في الأصل: " أبو الأعور السلمى "، وهو تحريف فإن أبا الأعور السلمى هو سفيان بن عمرو والسلمى الذى سيأتي ذكره.
وأما من كان على أهل حمص فهو ذو الكلاع الحميرى كما سبق في ص 206.
Bogga 226