215

(*) نصر، عن عبد العزيز بن الخطاب، عن صالح بن أبى الأسود، عن إسماعيل، عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا رأيتم معاوية على منبرى يخطب فاقتلوه ".

قال نصر: ثم رجع إلى حديث عمرو بن شمر، قال: فلما كان من الغد خرج محمد بن على بن أبى طالب، وخرج إليه عبيد الله بن عمر بن الخطاب في جمعين عظيمين فاقتتلوا كأشد القتال.

ثم إن عبيد الله بن عمر أرسل إلى محمد بن الحنفية (1): أن اخرج إلى أبارزك.

قال له: نعم.

ثم خرج إليه يمشى، فبصر به على فقال: من هذان المتبارزان ؟ فقيل له: ابن الحنفية وابن عمر.

فحرك على دابته ثم دعا محمدا فوقف له فقال: أمسك دابتي.

فأمسكها له ثم مشى إليه فقال: أنا أبارزك فهلم إلى.

قال: ليس لى في مبارزتك حاجة.

قال: فرجع ابن عمر وأخذ ابن الحنفية يقول لأبيه: منعتني من مبارزته، فوالله لو تركتني لرجوت أن أقتله.

قال: يا بنى، لو بارزته أنا لقتلته، ولو بارزته أنت لرجوت أن تقتله، وما كنت

آمن أن يقتلك.

ثم قال: يا أبه أتبرز بنفسك إلى هذا الفاسق اللئيم عدو الله ؟ والله لو أبوه يسألك المبارزة لرغبت بك عنه.

فقال: يا بنى [ لا تذكر أباه ولا ] تقل فيه إلا خيرا (2).

يرحم الله أباه.

ثم إن الناس تحاجزوا وتراجعوا.

فلما أن كان اليوم الخامس خرج عبد الله بن العباس والوليد بن عقبة فاقتتلوا قتالا شديدا، ودنا ابن عباس

__________

(1) هو محمد بن على بن أبى طالب، وهو أخو الحسن والحسين ابني على، بيد أن والدة.

هذين هي فاطمة الزهراء، وأم ذاك هي خولة بنت جعفر الحنفية، فنسب إليها تمييزا له.

كان ابن الحنفية أحد أبطال صدر الإسلام، وكان ورعا واسع العلم.

توفى سنة 81.

وفيات الأعيان (1: 449) وطبقات ابن سعد (5: 66).

(2) ح (1: 480): " لأبيه إلا خيرا ".

Bogga 221