Dagaalkii Siffin
وقعة صفين
(*) نصر: عمر بن سعد، عن أبى المجاهد، عن المحل بن خليفة قال: لما توادع على عليه السلام ومعاوية بصفين اختلفت الرسل فيما بينهما رجاء الصلح، فأرسل على بن أبى طالب إلى معاوية عدى بن حاتم، وشبث بن ربعى، ويزيد بن قيس، وزياد بن خصفة، فدخلوا على معاوية، فحمد الله عدى بن حاتم وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فإنا أتيناك لندعوك إلى أمر يجمع الله به كلمتنا وأمتنا، ويحقن الله به دماء المسلمين (1)، وندعوك إلى أفضلها سابقة وأحسنها في الإسلام آثارا (2)، وقد اجتمع له الناس (3)، وقد أرشدهم الله بالذى رأوا فأتوا، فلم يبق أحد غيرك وغير من معك، فانته يا معاوية من قبل أن يصيبك الله وأصحابك بمثل يوم الجمل.
فقال له معاوية: كأنك إنما جئت متهددا ولم تأت مصلحا.
هيهات يا عدى.
كلا والله إنى لابن حرب، ما يقعقع لى بالشنان (4).
أما والله إنك لمن المجلبين على ابن عفان، وإنت لمن قتلته، وإنى لأرجو أن تكون ممن يقتله الله (5).
هيهات يا عدى، قد حلبت بالساعد الأشد (6).
وقال له شبث بن ربعى وزياد بن خصفة - وتنازعا كلاما واحدا (7) -:
__________
(1) زاد الطبري في (6: 2): " ويأمن به السبل ويصلح به البين ".
(2) أفضلها: أي أفضل الناس.
وفي تاريخ الطبري: " إن ابن عمك سيد المسلمين أفضلها سابقة وأحسنها في الإسلام آثارا ".
وفي ح (1: 344): " ندعوك إلى أفضل الناس سابقة وأحسنهم في الإسلام آثارا ".
(3) ح: " إليه الناس "، الطبري: " استجمع له الناس ".
(4) الشنان: جمع شن، وهو القربة الخلق.
وهم يحركون القربة البالية إذا أرادوا حث الإبل على السير لتفزع فتسرع.
انظر الميداني (2: 191).
(5) الطبري: " ممن يقتل الله عز وجل به ".
(6) في الميداني (1: 176): " حلبتها بالساعد الأشد.
أي أخذتها بالقوة إذا لم يتأت الرفق ".
وفي الأصل: " قد جئت "، والصواب من الطبري (6: 3).
وهذه العبارة لم ترد في ح.
(7) الطبري: " جوابا واحدا ".
(*) أتيناك فيما يصلحنا وإياك، فأقبلت تضرب الأمثال لنا.
Bogga 197