190

(*) قال: وقال الأشعث: يا أمير المؤمنين، قد غلب الله لك على الماء.

قال على: أنت كما قال الشاعر:

تلاقين قيسا وأتباعه * فيشعل للحرب نارا فنارا أخو الحرب إن لقحت بازلا * سما للعلى وأجل الخطارا (1) فلما غلب على على الماء فطرد عنه أهل الشام بعث إلى معاوية: " إنا لا نكافيك بصنعك، هم إلى الماء فنحن وأنتم فيه سواء ".

فأخذ كل واحد منهما بالشريعة مما يليه، وقال على عليه السلام لأصحابه: أيها الناس، إن الخطب أعظم من منع الماء.

وقال معاوية: لله در عمرو، ما عصيته في أمر قط إلا أخطأت الرأى فيه.

قال: فمكث معاوية أياما لا يكلم عمرا، ثم بعث إليه، فقال: يا عمرو، كان فلتة من رأى أعقبتني بخطائها (2) وأمت ما كان قبلها من الصواب، أما والله لو تقايس [ صوابك (3) ] بخطائك لقل صوابك.

فقال عمرو: قد كان كذا فرأيت احتجت إلى رأيك، وما خطاؤك اليوم حين أعذرت إليك أمس، وكذلك أنالك غدا إن عصيتني اليوم.

فعطف عليه معاوية، ورضى عنه، وبات على مشق الحيل (4) حتى أصبح، ثم غاداهم على القتال، وعلى رايته يومئذ هاشم بن عتبة المرقال.

قال: ومعه الحدل التى يقول فيها الأشتر: إنا إذا ما احتسبنا الوغى * أدرنا الرحى بصنوف الحدل (5)

__________

(1) أي إن لقحت الحرب وهى بازل.

والبزول: أقصى أسنان البعير إذا طعن في التاسعة .

يقول: إذ تجددت الحرب بعد ما طال عهدها وقوتل فيها مرات دخل في غمارها ولم يتهيب.

أجل: أعظم.

والخطار: مصدر كالمخاطرة، يقال خاطر بنفسه: أشفى بها على خطر هلك أو نيل ملك.

وفي الأصل: " لحقت بازلا "، صوابه في ح.

(2) الخطاء: الخطأ.

وفي الأصل: " يخطاؤها " تحريف.

(3) تكملة يقتضيها السياق.

(4) كذا في الأصل.

(5) الحدل: جمع حدلاء، وهى القوس قد حدرت إحدى سيتيها ورفعت الأخرى.

وفي الأصل: " الجدل " في هذا الموضع وسابقه، جمع جدلاء للدرع المجدولة.

ولا وجه لها هنا.

Bogga 193