208

نواحي مقبرة. والمنصور بها فكمن ابو يزيد أصحابه. فلما وصل عسكر المنصور رآهم فحذروا منهم. فعبىء حينئذ أبو يزيد أصحابه واقتتلوا حتى انهزم أبو يزيد الى جبل سالات. ورحل المنصور في أثره فدخل مدينة المسيلة ورحل في أثر ابي يزيد في جبال وعرة وأودية عميقة خشنة الأرض فاراد الدخول وراءه فعرفه الادلاء أن هذه الأرض لم يسلكها جيش قط. واشتد الأمر على العسكر فبلغ عليق الدابة دينار ونصف وقربة الماء دينارين. وان ما وراء ذلك رمال وفقار بلاد السودان ليس فيها عمارة وان أبا يزيد اختار الموت جوعا وعطشا على القتل بالسيف. فلما سمع ذلك رجع الى بلاد صنهاجة فاتصل به أميرها زيرى بن مناد الصنهاجي الحميري جد بني باديس ملوك افريقية. فأكرمه المنصور وأحسن اليه. قال ووصل كتاب محمد بن خزر يذكر الموضع الذي فيه أبو يزيد من الرمال فقصده المنصور فهرب منه يريد بلاد السودان. وتحصن في جبال كتامة. وصار يعبث هناك ويختطف الناس. فسار المنصور عاشر شعبان اليه. فلم ينزل أبو يزيد فلما عاد نزل الى ساقة العسكر. فرجع المنصور ووقعت الحرب فانهزم ابو يزيد وأسلم أولاده واصحابه ولحقه فارسان فعقرا فرسه وسقط عنه فأركبه بعض اصحابه ولحقه زيرى بن مناد فطعنه فالقاه وكثر القتال عليه فخلصه اصحابه وخلصوا معه. وتبعهم أصحاب

Bogga 215