158

لأظن هذا المتكلم عتاب بن ورقاء. فحمل عليه فطعنه فوقع وقتل ووطأت الخيل زهرة بن جوية فأخذ يذبب بسيفه وهو شيخ كبير لا يستطيع ان ينهض فجاءه الفضل بن عامر الشيباني فقتله وانتهى اليه شبيب فوجده صريعا فعرفه. فقال من قتل هذا؟ قال الفضل أنا قتلته. فقال شبيب هذا زهرة بن جوبة أما والله لئن كنت قتلت على ضلالة. لرب يوم من أيام المسلمين قد حسن فيه بلاؤك ولرب خيل للمشركين هزمتها وسرية لهم ذعرتها ومدينة لهم فتحتها. ثم كان في علم الله ان تقتل ناصرا للظالمين. وقتل يومئذ وجوه العرب من عسكر العراق في المعركة. واستمكن شبيب من اهل العسكر. فقال ارفعوا عنهم السيف. ودعاهم الى البيعة فبايعه الناس عامة من ساعتهم واحتوى على جميع ما في العسكر وبعث الى اخيه وهو بالمدائن فأتاه بموضع المعركة يومين. ودخل سفيان بن الابرد الكلبي وحبيب بن عبد الرحمن فيمن معهما الى الكوفة فشدوا ظهر الحجاج واستغنى بهم عن أهل العراق ووصلته اخبار عتاب وعسكره فصعد المنبر. فقال يا أهل الكوفة لا اعز الله من اراد بكم العز ولا نصر من اراد منكم النصر اخرجوا عنا فلا تشهدوا معنا قتال عدونا والحقوا بالحيرة فانزلوا مع اليهود والنصارى ولا يقاتلن معنا الى من لم يشهد قتال عتاب بن ورقاء ، قال ارباب التاريخ. وقصد شبيب بن يزيد يريد الكوفة فانتهى

Bogga 165