اليه جبار بن الاعز الطبيب ليداويه ويعالج جراحاته : قال ابن ابي الحديد وأما شبيب فاقبل حتى قطع دجلة عند الكرخ وأخذ بأصحابه نحو الكوفة. وبلغ الحجاج مكانه بحمام أعين فبعث اليه سويد بن عبد الرحمن السعدي وجهزه بألفي فارس منتخبين. وقال اخرج الى شبيب فالقه ولا تتبعه فخرج بالناس بالسبخة وبلغه أن شبيبا قد أقبل فسار نحوه كأنما يساق الى الموت هو وأصحابه. وأمر الحجاج عثمان بن قطن فعسكر بالناس في السبخة ونادى الا برأت الذمة من رجل من هذا الجند بات الليلة بالكوفة ولم يخرج الى عثمان بن قطن بالسبخة. فبينا سويد بن عبد الرحمن يسر في الألفين الذين معه وهو يعبيهم ويحرضهم اذ قيل قد غشيك شبيب. فنزول ونزل معه جل أصحابه وقدم رايته. فأخبر أن شبيبا لما علم بمكانه تركه ووجد مخاضة فعبر الفرات يريد الكوفة من غير الوجه الذي سويد بن عبد الرحمن به. ثم قيل أما تراهم فنادى في أصحابه فركبوا في آثارهم. فأتى شبيب دار الرزق فنزلها. وقيل له أن أهل الكوفة بأجمعهم معسكرون. فلما بلغهم مكان شبيب ماج الناس بعضهم الى بعض وجالوا وهموا بدخول الكوفة حتى قيل هذا سويد بن عبد الرحمن في آثارهم قد لحقهم وهو يقاتلهم في الخيل. ومضى شبيب حتى أخذ على شاطىء الفرات. ثم أخذ على الأنبار. ثم دخل دقوقا. ثم ارتفع
Bogga 147