وهو قد يترك الأسلوب الخطابي المباشر أحيانا؛ ليأخذ في أسلوب القصص السريع الخاطف، فيصل بفضله إلى أبعد مما يصل إليه بأسلوبه الخطابي من ناحية التأثير والإثارة، ولعل من خير أمثلة هذا المنحى مقطوعة صغيرة، لا تتجاوز العشرة أبيات، ومع ذلك تهز النفس هزا عنيفا، وقد سماها: «خليج البسفور في إحدى ليالي الشتاء»، وقال فيها (ص60):
في ليلة ليس بها كوكب
كأنما مشرقها مغرب
يمسي سوادا كل ما بينها
ففوقها وتحتها غيهب
لا يدرك الفكر بها مطلبا
فكل ما يطلبه يهرب
جاءوا بمظلوم إلى ظالم
قالوا له هذا هو المذنب
بكى وفي الدار بكوا مثله
Bog aan la aqoon