100
﴿يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ﴾ نزلت في قومٍ كانوا يتصدَّقون بشرار ثمارهم ورذالة أموالهم والمراد بالطَّيِّبات هاهنا الجياد الخيار ممَّا كسبتم أَيْ: التِّجارة ﴿وممَّا أخرجنا لكم من الأرض﴾ يعني: الحبوب التي يجب فيها الزَّكاة ﴿ولا تيمموا﴾ أَيْ: لاتقصدوا ﴿الخبيث منه تنفقون﴾ أَيْ: تنفقونه ﴿ولستم بآخذيه إلاَّ أن تغمضوا﴾ أَيْ: بآخذي ذلك الخبيث لو أُعطيتم في حقٍّ لكم إلاَّ بالإِغماض والتَّساهل وفي هذا بيانُ أنَّ الفقراء شركاء ربِّ المال والشَّريك لا يأخذ الرَّديء من الجيِّد إلاَّ بالتَّساهل
﴿الشيطانُ يعدكم الفقر﴾ أَيْ: يُخوِّفكم به يقول: أَمسك مالك فإنَّك إنْ تصدَّقت افتقرت ﴿ويأمركم بالفحشاء﴾ بالبخل ومنع الزَّكاة ﴿والله يعدكم﴾ أَنْ يجازيكم على صدقتكم ﴿مغفرة﴾ لذنوبكم وأَنْ يُخلف عليكم
﴿يؤتي الحكمة﴾ علم القرآن والفهم فيه وقيل: هي النُّبوَّة ﴿من يشاء﴾ ﴿وما يذكر إلا أولو الألباب﴾ أَيْ: وما يتَّعظ إلاَّ ذوو العقول

1 / 189