Wejiga Kale ee Masiixa
الوجه الآخر للمسيح: موقف يسوع من اليهودية – مقدمة في الغنوصية
Noocyada
20
تصر الكنيسة القويمة على أن البشر لا يستطيعون السير في الطريق المؤدية للخلاص، إلا بعون ومدد يأتيهم من العالم القدسي، وهذا الطريق تكشف عنه الكنيسة وكهنتها الذين ورثوا المسيح كوسيط بين الله والناس، فلقد قال يسوع في إنجيل يوحنا: «أنا هو الطريق، والحق، والحياة، ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي.» وهذا يعني بالنسبة للمفسرين القويمين أنه لا أحد يأتي إلى الآب إلا بالكنيسة الرسمية، ولكن الغنوصية تقدم بالمقابل منظورا دينيا مختلفا تماما، فعندما سأل التلاميذ يسوع في إنجيل توما الغنوصي الفقرة 24: «أرنا المكان الذي أنت فيه؛ لأنه من الضروري لنا أن نبحث عنه، قال لهم: من له أذنان فليسمع، هنالك نور داخل مخلوق النور من شأنه أن يضيء العالم، ولكن إذا لم يضئ، فإنه لا شيء سوى الظلمة.»
21
مثل هذا القول يوجه ذهن المريد إلى ذاته الحقيقية، وخبيئته التي تنطوي على طاقة جبارة هائلة، إلى النور الداخلي؛ لكي يكتشف طريقه بنفسه، وفي «كتاب توما المنافح»
Thomas The Contender ، قال يسوع: «إن من لم يعرف نفسه لم يعرف شيئا، ولكن من عرف نفسه حقق في الوقت نفسه معرفة بأعماق الكل.»
22
والجهل هو نقيض المعرفة من هنا فإن بؤس الشرط الإنساني يعود إلى الجهل لا إلى الخطيئة، والبشر يعيشون في هذه الحياة في حالة نسيان وغفلة وعدم إحساس بذواتهم الحقيقية، يقول المعلم فالنتينوس في «إنجيل الحقيقة»: «إن الوجود أشبه بالكابوس، فالنائم يرى أحيانا أنه يسقط من جبل عال، أو تطارده الوحوش المفترسة، أو يلاحقه قاتل، أو يطير في الهواء من دون جناح، ولكنه حين يستيقظ من نومه يتلاشى كل ذلك، هذا هو حال أهل العرفان الذين تخلصوا من جهلهم، مثلما يتخلص النائم من كابوسه، تاركين حياة الجهل مثلما يترك من أفاق من نومه لليل أحلامه وكوابيسه، مقبلين على عالم جديد يتلاشى فيه الجهل مثلما يتلاشى الظلام أمام نور الصباح.»
23
هذا السعي نحو الاستنارة يتطلب الكفاح ضد مقاومة داخلية هي أشبه بالرغبة في البقاء على حال النوم أو اللاوعي، يقول المعلم سيلفانوس: «قم من هذا النوم الذي يثقل عليك، اصح من الغفلة التي تملؤك بالظلام، لماذا تطلب الظلام مع أن النور متاح لك؟ الحكمة تناديك، ولكنك تطلب الحماقة، الإنسان الأحمق يتبع طريق الرغبات والشهوات، ويغرق في مستنقعاتها، إنه مثل سفينة جانحة تدفعها الرياح في كل اتجاه، أو مثل حصان جامح بلا فارس يحتاج لجاما هو الرشد، قبل كل شيء آخر: اعرف نفسك.» والعقل والرشد هما المرشد والمعلم في رحلة اكتشاف الضوء الداخلي، يتابع سيلفانوس قائلا: «اعتمد على مرشدك وعلى معلمك، فالعقل هو المرشد، والرشد هو المعلم ... عش وفق ما يميله عليك عقلك ... اكتسب القوة لأن العقل قوي ... أنر عقلك ... أشعل النور الذي في داخلك.» ولتحقيق ذلك ليس بمقدور المريد أن يعتمد على أحد سوى نفسه: «اقرع على باب ذاتك، وامش عليها كما تمشي على طريق ممهد مستقيم، فإذا مشيت في هذا الطريق لن تضل أبدا.»
24
Bog aan la aqoon